responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 83

و تأسفوا لعدم التفات المفسّرين لهذه النكتة! و الآيتان: إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ، وَ هُمْ عَلى‌ ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ، تشيران إلى ذلك الجمع من النّاس الذين حضروا الواقعة، و هم ينظرون إلى ما يحدث بكل تلذذ و برود و في منتهى قساوة القلب (سادية)! و قيل: الإشارة إلى المأمورين بتنفيذ التهديد، و إجبار المؤمنين على ترك إيمانهم.

و قيل أيضا: إنّهم كانوا فريقين، فريق يباشر التعذيب، و آخر حضر للمشاهدة، و قد أشرك الجميع في هذا العمل لرضايتهم به.

و هذه صورة طبيعية الوقوع، حيث هناك من يأمر (الرؤساء)، و من ينفذ (المرؤسون)، و ثمّة المشاهدون من غير الآمر و المأمور.

و قيل أيضا: ثمّة فريق منهم كان مكلفا بمراقبة عملية التنفيذ لرفع تقاريرهم إلى السلطان عن كيفية أداء المأمورين لواجباتهم السلطانية.

و لا يبعد وجود كلّ ما ذكر من أصناف في ذلك المشهد المروع، كما و بالإمكان الجمع بين كلّ الآراء المطروحة.

و مجي‌ء فعل جملة «يفعلون» بصيغة المضارع، للإشارة إلى أنّ ذلك العمل قد استغرق وقتا طويلا، و ما كان بالحدث السريع العابر.

و تقول الآية التالية: وَ ما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ.

نعم، فجرمهم الوحيد إنّهم آمنوا باللّه الواحد الأحد دون تلك الأصنام الفاقدة للعقل و الإحساس.

«نقموا»: من (النقم)- على زنة قلم- و هو الإنكار باللسان أو بالعقوبة، و منه (الانتقام).

هكذا عقوبة لا تجري إلّا على ذنب عظيم، و أين الإيمان باللّه العزيز الحميد من الذنب؟! إنّه الانحطاط الكبير الذي وصل إليه أولئك القوم، قد صوّر لهم أعزّ

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست