هذه الرّواية توضح أنّ «الصمد» له مفهوم واسع ينفي كلّ صفات المخلوقين عن
ساحته المقدّسة، لأنّ الأسماء المشخصة و المحدودة و كذلك الجسمية و اللون و
الرائحة و المكان و السكون و الحركة و الكيفية و الحد و الحدود و أمثالها كلها من
صفات الممكنات و المخلوقات، بل من أوصاف عالم المادة، و اللّه سبحانه منزّه منها
جميعا.
في العلوم الحديثة اتضح أنّ كلّ مادة في العالم تتكون من ذرات. و كلّ ذرة
تتكون من نواة تدور حولها الإلكترونات. و بين النواة و الإلكترونات مسافة كبيرة
نسبيا. و لو أزيلت هذه الفواصل لصغر حجم الأجسام إلى حدّ كبير مدهش.
و لو أزيلت الفواصل الذرية في مواد جسم الإنسان مثلا، و كثفت هذه المواد، لصغر
جسم الإنسان إلى درجة عدم إمكان رؤيته بالعين المجرّدة، مع احتفاظه بالوزن
الأصلي!!.
و بعضهم استفاد من هذه الحقائق العلمية ليستنتج أنّ الآية تنفي عن اللّه كلّ
ألوان الجسمانية، لأنّ واحدا من معاني «الصمد» هو الذي لا جوف له، و لما كانت كل
الأجسام تتكون من ذرات، و الذرات جوفاء، فالصمد نفي الجسمية عن ربّ العالمين. و
بذلك تكون الآية من المعاجز العلمية في القرآن.
و لكن، يجب أن لا ننسى المعنى الأصلي لكلمة «صمد» و هو السيد الذي يقصده
النّاس بحوائجهم، و هو كامل و مملوء من كلّ الجهات، و بقية المعاني و التفاسير
الاخرى المذكورة للكلمة قد تعدو إلى نفس هذا المعنى.
الآية التالية تردّ على معتقدات اليهود و النصارى و مشركي العرب و تقول: