responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 552

هذه الأشياء» [1].

هذه الرّواية توضح أنّ «الصمد» له مفهوم واسع ينفي كلّ صفات المخلوقين عن ساحته المقدّسة، لأنّ الأسماء المشخصة و المحدودة و كذلك الجسمية و اللون و الرائحة و المكان و السكون و الحركة و الكيفية و الحد و الحدود و أمثالها كلها من صفات الممكنات و المخلوقات، بل من أوصاف عالم المادة، و اللّه سبحانه منزّه منها جميعا.

في العلوم الحديثة اتضح أنّ كلّ مادة في العالم تتكون من ذرات. و كلّ ذرة تتكون من نواة تدور حولها الإلكترونات. و بين النواة و الإلكترونات مسافة كبيرة نسبيا. و لو أزيلت هذه الفواصل لصغر حجم الأجسام إلى حدّ كبير مدهش.

و لو أزيلت الفواصل الذرية في مواد جسم الإنسان مثلا، و كثفت هذه المواد، لصغر جسم الإنسان إلى درجة عدم إمكان رؤيته بالعين المجرّدة، مع احتفاظه بالوزن الأصلي!!.

و بعضهم استفاد من هذه الحقائق العلمية ليستنتج أنّ الآية تنفي عن اللّه كلّ ألوان الجسمانية، لأنّ واحدا من معاني «الصمد» هو الذي لا جوف له، و لما كانت كل الأجسام تتكون من ذرات، و الذرات جوفاء، فالصمد نفي الجسمية عن ربّ العالمين. و بذلك تكون الآية من المعاجز العلمية في القرآن.

و لكن، يجب أن لا ننسى المعنى الأصلي لكلمة «صمد» و هو السيد الذي يقصده النّاس بحوائجهم، و هو كامل و مملوء من كلّ الجهات، و بقية المعاني و التفاسير الاخرى المذكورة للكلمة قد تعدو إلى نفس هذا المعنى.

الآية التالية تردّ على معتقدات اليهود و النصارى و مشركي العرب و تقول:

لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ.


[1]- بحار الأنوار، ج 3، ص 230؛ الحديث 21.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 552
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست