و مشركو العرب كانوا يعتقدون أنّ الملائكة بنات اللّه: وَ خَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَ بَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ[2].
و يستفاد من بعض الرّوايات أن الولادة في قوله: لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ لها معنى واسع يشمل كلّ أنواع خروج الأشياء المادية و اللطيفة منه، أو خروج
ذاته المقدّسة من أشياء مادية أو لطيفة.
و
في نفس الرسالة التي كتبها الإمام الحسين بن علي عليه السّلام إلى أهل البصرة
يجيبهم عن تساؤلهم بشأن معنى الصمد قال في
تفسير: لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ: «لَمْ يَلِدْ لم يخرج منه شيء كثيف كالولد و سائر الأشياء الكثيفة التي
تخرج من المخلوقين، و لا شيء لطيف كالنفس، و لا يتشعب منه البداوات (الحالات
المختلفة) كالسنة و النوم، و الخطرة و الهم، و الحزن و البهجة، و الضحك و البكاء،
و الخوف و الرجاء، و الرغبة و السأمة، و الجوع و الشبع، تعالى أن يخرج منه شيء، و
أن يتولد منه شيء كثيف أو لطيف، وَ لَمْ
يُولَدْ لم يتولد من شيء، و لم يخرج من شيء كما
تخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها كالشيء من الشيء و الدابة من الدابة، و النبات
من الأرض، و الماء من الينابيع، و الثمار من الأشجار، و لا كما تخرج الأشياء
اللطيفة من مراكزها، كالبصر من العين، و السمع من الاذن، و الشم من الأنف، و الذوق
من الفم، و الكلام من اللسان، و المعرفة و التمييز من القلب،