و لا ظاهرا. و هذا من أنباء الغيب في القرآن. و في القرآن الكريم مثل هذه
الأخبار في آيات أخرى.
و تشكل بمجموعها فصلا من فصول إعجاز القرآن تحت عنوان «الأخبار الغيبية». و
كان لنا بحوث عندها.
2- جواب عن سؤال
القرآن أخبر عن أبي لهب بأنّه سيصلى النّار، أي أنّه سيموت كافرا و لن يؤمن
أبدا. و بهذا لا يمكن لأبي لهب أن يؤمن لأن نبوءة القرآن ستكون عندئذ كاذبة.
و إلّا سيكون أبو لهب مجبرا على الكفر. و ليس له اختيار؟! مثل هذا السؤال يطرح
عن علم اللّه سبحانه في مبحث الجبر و التفويض. و هو إنّ اللّه سبحانه يعلم من
الأزل بكل شيء. بطاعة المطيعين و معصية المذنبين أيضا.
ألا يكون العصاة بذلك مجبرين على الذنب؟ و إن لم يكونوا كذلك ألا يتبدل علم
اللّه إلى جهل؟! الفلاسفة الإسلاميون أجابوا عن هذا السؤال منذ القديم و قالوا إنّ
اللّه سبحانه يعلم ما يفعله كل شخص بالاستفادة من حريته و اختياره. ففي هذه الآيات
مثلا يعلم اللّه منذ البداية أنّ أبا لهب و زوجته سيختاران بإرادتهما و عن رغبتهما
طريق الكفر، لا بالإجبار.
بعبارة أخرى، عنصر الحرية و الإختيار أيضا جزء ممّا هو معلوم عند اللّه تعالى.
إنّه على علم بما يعمله العباد و هم مختارون متمتعون بالإرادة و الحرية.
و من المؤكّد أنّ مثل هذا العلم و الإخبار عن المستقبل، تأكيد على الإختيار،
لا على الإجبار. (تأمل بدقّة).