responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 538

و لا ظاهرا. و هذا من أنباء الغيب في القرآن. و في القرآن الكريم مثل هذه الأخبار في آيات أخرى.

و تشكل بمجموعها فصلا من فصول إعجاز القرآن تحت عنوان «الأخبار الغيبية». و كان لنا بحوث عندها.

2- جواب عن سؤال‌

القرآن أخبر عن أبي لهب بأنّه سيصلى النّار، أي أنّه سيموت كافرا و لن يؤمن أبدا. و بهذا لا يمكن لأبي لهب أن يؤمن لأن نبوءة القرآن ستكون عندئذ كاذبة.

و إلّا سيكون أبو لهب مجبرا على الكفر. و ليس له اختيار؟! مثل هذا السؤال يطرح عن علم اللّه سبحانه في مبحث الجبر و التفويض. و هو إنّ اللّه سبحانه يعلم من الأزل بكل شي‌ء. بطاعة المطيعين و معصية المذنبين أيضا.

ألا يكون العصاة بذلك مجبرين على الذنب؟ و إن لم يكونوا كذلك ألا يتبدل علم اللّه إلى جهل؟! الفلاسفة الإسلاميون أجابوا عن هذا السؤال منذ القديم و قالوا إنّ اللّه سبحانه يعلم ما يفعله كل شخص بالاستفادة من حريته و اختياره. ففي هذه الآيات مثلا يعلم اللّه منذ البداية أنّ أبا لهب و زوجته سيختاران بإرادتهما و عن رغبتهما طريق الكفر، لا بالإجبار.

بعبارة أخرى، عنصر الحرية و الإختيار أيضا جزء ممّا هو معلوم عند اللّه تعالى. إنّه على علم بما يعمله العباد و هم مختارون متمتعون بالإرادة و الحرية.

و من المؤكّد أنّ مثل هذا العلم و الإخبار عن المستقبل، تأكيد على الإختيار، لا على الإجبار. (تأمل بدقّة).

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 538
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست