3- ليس من أهلك هذه السّورة المباركة تؤكّد مرّة أخرى أنّ القرابة لا قيمة لها
إن لم تكن مقرونة برباط رسالي. و حملة الرسالة الإلهية كانوا لا يلينون أمام
المنحرفين و الجبابرة و الطغاة مهما كانت درجة قربهم منهم.
مع أنّ أبا لهب كان من أقرب أقرباء الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقد عامله
الإسلام مثل سائر المنحرفين و الضالين حين فصل مسيرة العقائدي و العملي عن خط
التوحيد، و وجّه إليه أشدّ الردّ و أحدّ التوبيخ. و على العكس ثمّة أفراد بعيدون
عن الرسول نسبا و قومية و لغة، كانوا بسبب ارتباطهم الرسالي من القرب من الرّسول
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتى
صحيح أن آيات هذه السّورة توجّه التقريع لأبي لهب و زوجه، و لكن كان ذلك لما
اتصفا به من صفات. من هنا فإن كل فرد أو جماعة على هذه الصفات سيواجهون مصيرا
مشابها أيضا.
اللّهم! طهر قلوبنا من كل لجاج و عناد! ربّنا! كلنا من مصيرنا وجلون، فبفضلك و
منّك اجعل عواقب أمورنا خيرا.
إلهنا! نحن نعلم أنّ الأموال و القرابة لا تغني عنّا شيئا يوم الفزع الأكبر.
فاشملنا برحمتك و لطفك.
آمين يا ربّ العالمين نهاية سورة تبّت
[1]- أوضحنا هذه المسألة أكثر في
تفسير الآية (46) من سورة هود بمناسبة الحديث عن ابن نوح عليه السّلام.