«و ايم اللّه ما لمت النّاس. لقينا
رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء و الأرض ...» قال أبو رافع (مولى العباس) و قد
كان جالسا: تلك الملائكة. فرفع أبو لهب يده فضرب وجهه ضربة شديدة، ثمّ حمله و ضرب
به الأرض، ثمّ برك عليه يضربه و كان رجلا ضعيفا.
و ما أن شهدت أم الفضل (زوجة العباس)، و كانت جالسة أيضا، ذلك حتى أخذت عمودا
و ضربت أبا لهب على رأسه و قالت: تستضعفه إن غاب عنه سيّده؟! فقام موليا ذليلا.
قال أبو رافع: فو اللّه ما عاش إلّا سبع ليال حتى رماه اللّه بالعدسة (مرض
يشبه الطاعون) فمات. و قد تركه أبناه ليلتين أو ثلاثة ما يدفنانه حتى أنتن في
بيته.
فلما عيّرهما النّاس بذلك أخذ و غسل بالماء قذفا عليه من بعيد، ثمّ أخذوه
فدفنوه بأعلى مكّة و قذفوا عليه الحجارة حتى واروه [1].
[2]- «امرأته» معطوف على ضمير مستتر
في «سيصلى» و «حمالة» حال منصوب. و قيل إنّها منصوبة بالشتم، كما ذهب إلى ذلك
الزمخشري في الكشاف، و التقدير: أذّم حمالة الحطب. و المعنى الأوّل أفضل.