responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 535

كلما جاء وفد إلى النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يسألون عنه عمّه أبا لهب- اعتبارا بكبره و قرابته و أهميته- كان يقول لهم: إنّه ساحر، فيرجعون و لا يلقونه، فأتاه وفد فقالوا: لا ننصرف حتى نراه، فقال: إنا لم نزل نعالجه من الجنون فتبا له و تعسا [1].

من هذه الرّوايات نفهم بوضوح أن أبا لهب كان يتتبع النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم غالبا كالظلّ.

و ما كان يرى سبيلا لإيذائه إلّا سلكه. و كان يقذعه بأفظع الألفاظ. و من هنا كان أشدّ أعداء الرسول و الرسالة. و لذلك جاءت هذه السّورة لتردّ على أبي لهب و امرأته بصراحة و قوّة [2]. إنّه الوحيد الذي لم يوقع على ميثاق حماية بني هاشم للرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و وقف في صف الأعداء، و اشترك في عهودهم. من كلّ ما سبق نفهم الوضع لاستثنائي لهذه السّورة.

ما أَغْنى‌ عَنْهُ مالُهُ وَ ما كَسَبَ‌، فليس با مكان أمواله أن تدرأ عنه العذاب الالهي‌ سَيَصْلى‌ ناراً ذاتَ لَهَبٍ‌.

من الآية الأولى نفهم أنّه كان ثريا ينفق أمواله في محاربة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و أبو لهب ناره ذات لهب يصلاها يوم القيامة. و قيل: يصلاها في الدنيا قبل الآخرة. و «لهب» جاءت بصيغة النكرة لتدل على عظمة لهب تلك النّار.

لا أبا لهب و لا أي واحد من الكافرين و المنحرفين تغنيه أمواله و مكانته الاجتماعية من عذاب اللّه، كما يقول سبحانه: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ‌. [3] بل لم تغنه في الدنيا من سوء المصير. حيث جاء في الرّواية، أنّ أبا لهب لم يشترك في بدر، بل أرسل من ينوب عنه. و بعد اندحار المشركين و عودتهم إلى مكّة، هرع أبو لهب ليسأل أبا سفيان عن الخبر. فأخبره أبو سفيان بالهزيمة و قال:


[1]- تفسير الفرقان، ج 30، ص 503.

[2]- المصدر السابق.

[3]- الشعراء، الآيتان 88- 89.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 535
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست