responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 534

الهلاك و الخسران في الآية يمكن أن يكون دنيويا، و يمكن أن يكون معنويا أخرويا، أو كليهما.

و هنا يثار تساؤل بشأن سبب ذم هذا الشخص باسمه- و هو خلاف نهج القرآن- و بهذه الشدّة.

يتّضح ذلك لو عرفنا مواقف أبي لهب من الدعوة.

اسمه «عبد العزى» و كنيته «أبو لهب» و قيل إنّه كني بذلك لحمرة كانت في وجهه.

و امرأته «أم جميل» أخت أبي سفيان، و كانت من أشدّ النّاس عداوة و أقذعهم لسانا تجاه النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و دعوته.

و في الرّواية عن «طارق المحاربي» قال: بينا أنا بسوق ذي المجاز إذا أنا بشاب يقول: «يا أيّها النّاس قولوا لا إله إلّا اللّه تفلحوا». و إذا برجل خلفه يرميه قد أرمى ساقيه و عرقوبيه و يقول: يا أيّها النّاس إنّه كذاب فلا تصدقوه. فقلت: من هذا؟ فقالوا هو محمّد يزعم أنّه نبيّ. و هذا عمّه أبو لهب يزعم أنّه كذاب‌ [1].

و

في رواية عن «ربيعة بن عباد» قال: كنت مع أبي أنظر إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يتبع القبائل، و وراءه رجل أحول و وضي‌ء الوجه. يقف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على القبيلة فيقول: «يا بني فلان. إنّي رسول اللّه إليكم. آمركم أن تعبدوا اللّه و لا تشركوا به شيئا، و أن تصدقوني و تمنعوني حتى أنفذ عن اللّه ما بعثني به». و إذا فرغ من مقالته قال: الآخر من خلفه: يا بني فلان. هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات و العزى و حلفاءكم من الجن، إلى ما جاء به من البدعة و الضلالة، فلا تسمعوا له، و لا تتبعوه.

فقلت لأبي: من هذا؟ قال: عمّه أبو لهب‌ [2].

و في رواية أخرى: و كان من عظيم خطر أبي لهب ضد الدعوة الإسلامية أنّه‌


[1]- مجمع البيان، ج 10، ص 559.

[2]- في ظلال القرآن، ج 8، ص 697.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 534
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست