responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 533

و قيل: إن امرأة أبي لهب (و اسمها أم جميل) علمت أن هذه السّورة نزلت فيها و في زوجها. جاءت إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و النّبي لا يراها، حملت حجرا و قالت: سمعت أن محمّدا هجاني، قسما لو وجدته لألقمن فمه هذا الحجر. أنا شاعرة أيضا. ثمّ أنشدت اشعارا في ذم النّبي و الإسلام‌ [1].

خطر أبي لهب و امرأته على الإسلام لم يكن منحصرا فيما ذكرناه. و إذ نرى القرآن يحمل عليهما بشدّة و يذمهما بصراحة، فلأسباب أخرى، سنشير إليها فيما بعد.

التّفسير

تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ‌

هذه السّورة- كما ذكرنا في سبب نزولها- ترد على بذاءات أبي لهب عم النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ابن عبد المطلب. و كان من ألد أعداء الإسلام، و حين صدح النّبي بدعوته و أعلنها على قريش و أنذرهم بالعذاب الإلهي قال: «تبا لك أ لهذا دعوتنا جميعا»؟! و القرآن يرد على هذا الإنسان البذي و يقول له:

تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَ‌.

«التّب» و «التاب» يعني الخسران المستمر كما يقول الراغب في مفرداته أو هو الخسران المنتهي بالهلاك كما يقول الطبرسي في مجمع البيان.

و بعض اللغويين قال إنّه القطع و البتر. و هذا المعنى الأخير هو النتيجة الطبيعية للخسران المستمر المنتهي بالهلاك.


[1]- تفسير القرطبي، ج 10، ص 7324 (بتلخيص قليل) و الرّواية بنفس المضمون ذكرها الطبرسي في مجمع البيان، و ابن الأثير في الكامل، ج 2، ص 60 و في الدر المنثور، و أبي الفتوح الرازي و الفخر الرازي، و في ظلال القرآن، في تفسير هذه السّورة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 533
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست