عن ابن عباس قال: عند ما نزلت وَ
أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ أمر النّبي
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن ينذر عشيرته و يدعوهم إلى الإسلام (أي أن يعلن
دعوته).
صعد النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على جبل الصفا و نادى: «يا صباحاه»!
(و هو نداء يطلقه العرب حين يهاجمون بغتة كي يتأهبوا للمواجهة، و إنّما اختاروا
هذه الكلمة لأنّ الهجوم المباغت كان يحدث في أوّل الصبح غالبا).
عند ما سمع أهل مكّة هذا النداء قالوا: من المنادي؟ قيل: محمّد. فاقبلوا نحوه،
و بدأ ينادي قبائل العرب بأسمائها، ثمّ قال لهم: أ رأيتم لو أخبرتكم أن العدوّ
مصبحكم أو ممسيكم، أما كنتم تصدقوني.
قالوا: بلى. قال: فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد.
فقال أبو لهب: تبّا لك. لهذا دعوتنا جميعا؟! فأنزل اللّه هذه السّورة.