responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 53

يحق لأي مخلوق أن يعصي أمره جلّ و علا.

«أذنت»: من (الاذن) على وزن (أفق)، و هي آلة السمع و تستعار لمن كثر استماعه، و في الآية: كناية عن طاعة أمر الآمر و التسليم له.

«حقّت»: من (الحق)، أي: و حق لها أن تنقاد لأمر ربّها.

و كيف لها لا تسلّم لأمره عزّ و جلّ، و كلّ وجودها و في كلّ لحظة من فيض لطفه، و لو انقطع عنها بأقل من رمشة عين لتلاشت.

نعم، فالسماء و الأرض مطيعتان لأمر ربّهما منذ أوّل خلقهما حتى نهاية أجلهما، كما تشير الآية (11) من سورة فصّلت عن قولهما في ذلك: قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ‌.

و قيل: يراد ب «حقّت»: إنّ الخوف من القيامة سيجعل السماء تنشق .. و لكنّ التّفسير الأول أنسب.

و في المرحلة التالية تمتد الكارثة لتشمل الأرض أيضا: وَ إِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ‌.

فالجيال- كما تقول آيات قرآنية اخرى- ستندك و تتلاشى، و ستستوي الأرض في كافة بقاعها، لتلمّ جميع العباد في عرصتها، كما أشارت الآيات (105- 107) من سورة طه إلى ذلك: وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى‌ فِيها عِوَجاً وَ لا أَمْتاً! فمحكمة ذلك اليوم من العظمة بحيث تجمع في عرصتها جميع الخلق من الأولين و الآخرين، و لا بدّ للأرض من هذا الانبساط الواسع.

و قيل في معنى الآية: إنّ اللّه عزّ و جلّ سيمدّ الأرض يوم القيامة أكثر ممّا هي عليه الآن لتسع حشر الخلائق جميعا [1].


[1]- الفخر الرازي، في تفسيره للآية المذكورة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست