responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 525

أجابه العباس: تركب معي فأستأمن لك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فو اللّه لئن ظفر بك ليضربنّ عنقك.

فخرجا يركضان نحو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فكلما مرّا بنار من نيران المسلمين يقولون: عم رسول اللّه على بغلة رسول اللّه. (أي إن المارّ ليس بغريب). حتى مرّا بنار عمر بن الخطاب. فما أن أبصر به عمر حتى قال له: أبو سفيان! الحمد للّه الذي أمكن منك بغير عقد و لا عهد! دخل العباس و أبو سفيان على رسول اللّه و تبعهما عمر فدخل أيضا و قال للرسول: يا رسول اللّه هذا أبو سفيان عدوّ اللّه قد أمكن اللّه منه بغير عهد و لا عقد فدعني اضرب عنقه.

فقال العباس: يا رسول اللّه إني قد أجرته.

و كثر الكلام بين العباس و عمر

فقال رسول اللّه للعباس: اذهب فقد أمنّاه حتى تغدو علّي به بالغداة.

فلما كان من الغد جاء العباس بأبي سفيان إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلما رآه قال:

ويحك يا أبا سفيان! «ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا اللّه؟».

قال: بلى، بأبي أنت و أمي لو كان مع اللّه غيره لقد أغنى عنّي شيئا.

فقال النّبي: «ويحك ألم يأن لك أن تعلم أنّي رسول اللّه؟» فقال: بأبي أنت و أمي، أما هذه ففي النفس منها شي‌ء. فقال: له العباس: ويحك تشهّد شهادة الحق قبل أن تضرب عنقك! فتشهّد.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم للعباس: «اذهب فاحبس أبا سفيان عند خطم الجبل بمضيق الوادي حتى تمرّ عليه جنود اللّه».

قال العباس: يا رسول اللّه إن أبا سفيان يحب الفخر فاجعل له شيئا يكون في قومه.

فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ... و من دخل المسجد فهو

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 525
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست