responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 521

«التسبيح» تنزيه اللّه من كل عيب و نقص.

و «الحمد» لوصف اللّه بالصفات الكمالية.

و «الاستغفار» إزاء تقصير العبد.

هذا الإنتصار الكبير أدى إلى تطهير الساحة من أفكار الشرك، و إلى تجلي جمال اللّه و كماله أكثر من ذي قبل، و إلى اهتداء من ضلّ الطريق إلى اللّه.

هذا الفتح العظيم أدى إلى أن لا يظن فرد بأن اللّه يترك أنصاره وحدهم (و لذلك جاء أمر التسبيح لتنزيهه من هذا النقص) و إلى أن يعلم المؤمنون بأن وعده الحق (موصوف بهذا الكمال)، و إلى أن يعترف العباد بنقصهم أمام عظمة اللّه.

أضف إلى ما سبق، أن الإنسان- عند النصر- قد تظهر عليه ردود فعل سلبية فيقع في الغرور و التعالي، أو يتخذ موقف الانتقام و تصفية الحسابات الشخصية، و هذه الأوامر الثلاثة تعلمه أن يكون في لحظات النصر الحساسة ذاكرا لصفات جلال اللّه و جماله و أن يرى كل شي‌ء منه سبحانه، و يتجه إلى الاستغفار كي يزول عنه غرور الغفلة و يبتعد عن الانتقام.

5- رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مثل كل الأنبياء معصوم، فلما ذا الاستغفار؟

الجواب أن هذا تعليم لكل الأمة لأنه:

أوّلا: خلال أيّام المواجهة بين الإسلام و الشرك مرّت فترات عصيبة على المسلمين، و تفاقمت في بعض المراحل مشاكل الدعوة، و ضاقت صدور بعضهم و ساور بعضهم الآخر شكوك في وعد اللّه. كما قال سبحانه فيهم عند غزوة «الأحزاب»: وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا [1].

و الآن إذ تحقق الإنتصار فقد اتضح خطل تلك الظنون، و لا بدّ من «الاستغفار» ثانيا: الإنسان لا يستطيع أن يؤدي حقّ الشكر، مهما حمد اللّه و أثنى عليه.

و لذلك لا بدّ له بعد الحمد و الثناء أن يتجه إلى استغفاره سبحانه.


[1]- الأحزاب، الآية 10.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 521
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست