responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 520

و هذا يعني أن النصر في أي حال لا يكون إلّا بإرادة اللّه، نعم، لا بدّ من إعداد القوّة للغلبة على العدو، لكن الإنسان الموحّد يؤمن أنّ النصر من عند اللّه وحده، و لذلك لا يغتّر بالنصر، بل يتجه إلى شكر اللّه و حمده.

2- في هذه السّورة دار الحديث عن نصرة اللّه، ثمّ عن «الفتح» و الانتصار، و بعدها عن اتساع رقعة الإسلام و دخول النّاس في دين اللّه زرافات و وحدانا.

و بين هذه الثلاثة ارتباط علة و معلول. فبنصر اللّه زرافات يتحقق الفتح، و با الفتح تزال الموانع من الطريق و يدخل النّاس في دين اللّه أفواجا.

بعد هذه المراحل الثلاث- التي يشكل كل منها نعمة كبرى- تحّل المرحلة الرابعة و هي مرحلة الشكر و الحمد.

من جهة أخرى نصر اللّه، و الفتح هدفهما النهائي دخول النّاس في دين اللّه و هداية البشرية.

3- «الفتح» هنا مذكور بشكل مطلق، و القرائن تشير- كما ذكرنا- أنه فتح مكّة الذي كان له ذلك الصدى الواسع المذكور في الآية.

«فتح مكّة» فتح في الواقع صفحة جديدة في تاريخ الإسلام، لأن مركز الشرك قد تلاشى بهذا الفتح، انهدمت الأصنام، و تبددت آمال المشركين و أزيلت السدود و الموانع من طريق إيمان النّاس بالإسلام.

من هنا، يجب أن نعتبر فتح مكّة بداية مرحلة تثبيت أسس الإسلام و استقراره في الجزيرة العربية ثمّ في العالم أجمع. لذلك لا نرى بعد فتح مكّة مقاومة من المشركين (سوى مرّة واحدة قمعت بسرعة) و كان النّاس بعده يفدون على النّبي من كل أنحاء الجزيرة ليعلنوا إسلامهم.

4- في نهاية السّورة يأمر اللّه سبحانه نبيّه (بل كل المؤمنين) بثلاثة أمور ليجسّد آلاء الشكر و ليتخذ الموقف الإيماني المناسب من النصر الإلهي و هي: «التسبيح» و «الحمد» و «الاستغفار».

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 520
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست