responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 511

أحد أصحاب الصادق عليه السّلام و هو «أبو جعفر الأحول» (محمّد بن علي النعماني المعروف بمؤمن الطاق) عن سبب هذا التكرار، و هل الشخص الحكيم يرد في كلامه مثل هذا التكرار؟

أبو جعفر الأحول أعياه الجواب، فتوجه إلى المدينة، و دخل على الإمام الصادق عليه السّلام و سأله عن ذلك، أجابه الإمام: كان سبب نزولها و تكرارها أن قريشا قالت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: تعبد آلهتنا سنة و نعبد إلهك سنة و تعبد آلهتنا سنة و نعبد إلهك سنة فأصابهم بمثل ما قالوا فقال فيما قالوا تعبد آلهتنا سنة قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ‌ و فيما قالوا نعبد إلهك سنة وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ و فيما قالوا تعبد آلهتنا سنة وَ لا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ‌ و فيما قالوا نعبد إلهك سنة وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَ لِيَ دِينِ‌.

ذهب أبو جعفر الأحول بالجواب إلى أبي شاكر، فلما سمعه قال: «هذا ما حمله الإبل من الحجاز» [1]! (يشير بذلك إلى أن هذا ليس كلامك بل كلام الصادق).

و قيل إن هذا التكرار يعود إلى أن الجملة الأولى تركز على الحال، و الجملة الثّانية تركز على المستقبل، و يكون معنى الجملتين لا أعبد ما تعبدون في الحال و المستقبل. و لا يوجد شاهد في الآية على هذا التّفسير.

ثمة تفسير ثالث لهذا التكرار هو إن الأولى تشير إلى الاختلاف في المعبود و الثّانية إلى الاختلاف في العبادة. أي لا أعبد الذي تعبدون، و لا أعبد عبادتكم لأن عبادتي خالصة من الشرك و لأنها عبادة عن وعي و عن أداء للشكر لا عن تقليد أعمى‌ [2].

و الظاهر أن هذا التكرار للتأكيد كما ذكرنا أعلاه، و جاءت الإشارة إليه أيضا


[1]- تفسير علي بن إبراهيم، ج 2، ص 445.

[2]- بناء على هذا التّفسير «ما» في الآيتين الثّانية و الثّالثة موصولة، و في الرابعة و الخامسة مصدرية (ذكر هذا التّفسير أبو الفتوح الرازي ضمن ذكره لاحتمالات تفسير الآية ج 12، ص 192، و أشار إليه الطبرسي أيضا).

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 511
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست