responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 510

2- أ كان عبدة الأصنام منكرين للّه؟

نعلم أن عبدة الأصنام لم يكونوا منكرين للّه سبحانه، و القرآن يؤيد ذلك في قوله سبحانه: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ‌ [1].

كيف إذن تقول الآية الكريمة: لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ، وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ.

الجواب: أن الكلام في هذه السّورة يدور حول العبادة لا الخلقة، و يتّضح أن عبدة الأصنام كانوا يعتقدون أن «اللّه» خالق الكون، لكنّهم كانوا يرون ضرورة «عبادة» الأصنام كي تكون واسطة بينهم و بين اللّه، أو لاعتقادهم بأنّهم ليسوا أهلا لعبادة اللّه، بل لا بدّ من عبادة أصنام جسمية، و القرآن الكريم يرد على هذه الأوهام و يقول: إنّ العبادة للّه وحده لا للأصنام و لا لكليهما!

3- لم هذا التكرار؟

لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ... وَ لا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ‌ الآيتان تكرران معنى واحدا، و هكذا وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ ... وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ تكررت أيضا، لماذا؟ للمفسّرين في جواب هذا السؤال آراء مختلفة.

ذهب بعضهم إلى أن الهدف من التكرار التأكيد و بثّ اليأس في قلوب المشركين، و فصل المسيرة الإسلامية بشكل كامل عن مسيرتهم، و تثبيت فكرة عدم إمكان المهادنة بين التوحيد و الشرك. بعبارة أخرى القرآن الكريم قابل دعوة المشركين إلى المساومة و المهادنة و إصرارهم على ذلك و تكرارهم لدعوتهم، بتكرار في الردّ عليهم.

ورد أن «أبا شاكر الديصاني» و هو من زنادق عصر الإمام الصادق عليه السّلام سأل‌


[1]- لقمان- 25

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 510
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست