responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 509

لإصراركم على المصالحة و المهادنة معي حول مسألة عبادة الأوثان فإنّه أمر محال‌ لَكُمْ دِينُكُمْ وَ لِيَ دِينِ‌.

أسئلة:

1- لما ذا بدأت السّورة بفعل الأمر «قل»

«قل» فعل أمر موجه من اللّه سبحانه لنبيه كي يبلّغ الكافرين و يقول لهم:

... يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ... إلى آخر السّورة، فلما ذا بدأ النّبي تلاوة السّورة بكلمة «قل»، و هي موجهة إليه لا إلى الكافرين؟ أما كان من الأفضل أن تبدأ السّورة بيا أيّها الكافرون ...؟

الجواب يتضح لو التفتنا إلى محتوى السّورة. مشركو العرب كانوا قد دعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليهادنهم بشأن الأوثان و عليه أن يرّد عليهم و يرفض الاستسلام لهم. و إذا لم يبدأ الكلام ب «قل» يصبح الأسلوب أسلوب خطاب طاب اللّه لهم.

و هذا لا ينسجم مع قوله: لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ‌ و ما شابهه.

أضف إلى ذلك أن كلمة «قل» كانت موجودة في النص الذي جاء به جبرائيل من اللّه تعالى. و النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مكلف بالمحافظة على النص القرآني بحذافيره. و هذا يدل على أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و جبرائيل عليه السّلام ليس لهما أي دور في صياغة النص القرآني و ليس لهما حق أي تغيير فيه: بل يأتمران بما أمرهما اللّه. و هذا المعنى تؤكده الآية الكريمة: قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى‌ إِلَيَ‌ [1].


[1]- يونس- 15

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 509
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست