responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 508

الحرام و فيه الملأ من قريش، فقام على رؤوسهم، ثمّ قرأ عليهم حتى فرغ من السّورة فأيسوا عند ذلك، فآذوه و آذوا أصحابه» [1].

التّفسير

لا أهادن الكافرين:

قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ‌ و الخطاب إلى قوم مخصوصين من الكافرين كما ذكر كثير من المفسّرين، و الألف و اللام للعهد. و إنّما ذهب المفسّرون إلى ذلك لأن الآيات التالية تنفي أن يعبد الكافرون ما يعبده المسلمون و هو اللّه سبحانه في الماضي و الحال و المستقبل. و المجموعة المخاطبة بهذه الآيات بقيت بالفعل على كفرها و شركها حتى آخر عمرها. بينما دخل كثير من المشركين بعد فتح مكّة في دين اللّه أفواجا.

لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ‌ فهذه مسألة مبدئية لا تقبل المساومة و المهادنة و المداهنة.

وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ لما تأصّل فيكم من لجاج و عناد و تقليد أعمى لآبائكم، و لما تجدونه في الدعوة من تهديد لمصالحكم و للأموال التي تدر عليكم من عبدة الأصنام.

و لمزيد من التأكيد و بث اليأس في قلوب الكافرين، و لبيان حقيقة الفصل الحاسم بين منهج الإسلام و منهج الشرك قال سبحانه:

وَ لا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ، وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ فعلى هذا لا معنى‌


[1]- ذكر سبب النزول هذا كثير من المفسّرين على اختلاف يسير بينهم في العبارات منهم الطبرسي في مجمع البيان، و القرطبي في تفسيره، و أبو الفتوح الرازي في تفسيره، و السيوطي في الدر المنثور.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 508
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست