responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 468

المتعال.

هذه الحادثة تبيّن أنّ المعجزات و الخوارق لا تستلزم- كما ظنّ بعض- وجود النّبي و الإمام، بل تظهر في كلّ ظرف يشاء اللّه فيه أن تظهر. و الهدف منها إظهار عظمة اللّه سبحانه و حقانية دينه.

هذا العقاب العجيب الأعجازي، يختلف عمّا نزل من عقاب على امم اخرى مثل طوفان قوم نوح، و زلزال قوم لوط و إمطارهم بالحجارة، و صاعقة قوم ثمود؛ فهذه سلسلة حوادث طبيعية يتمثل إعجازها في حدوثها في تلك الظروف الخاصّة.

أمّا قصّة إبادة جيش أبرهة بحجارة من سجّيل، ترميها طير أبابيل، و ليست كالحوادث الطبيعية.

تحليق هذه الطيور الصغيرة، و اتجاهها نحو ذلك الجيش الخاص، و رميه بالحجارة التي تستطيع أن تهشّم أجساد جيش ضخم ... كلّ تلك امور خارقة للعادة. و لكنّها- كما نعلم- ضئيلة جدّا أمام قدرة اللّه تعالى.

اللّه الذي خلق داخل هذه الحجارة قدرة ذرية لو تحررت لولدت انفجارا هائلا، لقادر على أن يجعل في هذه الحجارة خاصية تستطيع أن تحوّل جيش أبرهة إلى (عصف مأكول).

لسنا في حاجة لأن نذهب إلى ما ذهب إليه بعض المعاصرين في تفسير هلاك جيش أبرهة بمكروبات وباء الحصبة و الجدري‌ [1] أو أن نقول إنّ هذه الحجارة كانت ذرات متكافئة أزيلت الفراغات بينها فأصبحت ثقيلة للغاية، و قادرة على أن تخترق الأجساد.

كلّ هذه تبريرات تستهدف إعطاء صفة طبيعية لهذه الحادثة. و لسنا بحاجة


[1]- تفسير جزء عم، محمّد عبده، ص 158. و ذكر المؤرخون طبعا انتشار وباء الحصبة و الجدري في بلاد العرب لأوّل مرّة في نفس ذلك العام، لكن هذا لا ينهض دليلا على أن هلاك جيش أبرهة بتلك الأوبئة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 468
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست