هَلْ
ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ[1].
فهذا القول
سواء صدر من اللّه، أو من الملائكة، أو من المؤمنين، فهو في كلّ الحالات يمثل طعنا
و استهزاء بأفكار و ادعاءات أولئك المغرورون، الذين كانوا يتصورون أنّ اللّه
سيثيبهم على أعمالهم القبيحة، و يأتيهم النداء ردّا على خطل تفكيرهم:
هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ.
و اعتبر كثير
من المفسّرين أنّ الآية (جملة مستقلة)، في حين اعتبرها آخرون تابعة للآية التي
قبلها، أي: إنّ المؤمنين سيجلسون على الأرائك ينظرون هل أن الكفار نالوا جزاءهم
العادل؟
فإن كانوا
يرجون ثوابا فليأخذوه من الشيطان! ... و لكن هل بإمكان هذا اللعين المطرود من رحمة
اللّه أن يثيبهم على ما عملوا له؟! «ثوّب»: من (الثوب) على وزن (جوف) و هو رجوع
الشيء إلى حالته الاولى التي كان عليها، و «الثواب»: ما يرجع إلى الإنسان جزاء
أعماله، و يستعمل للخير و الشرّ أيضا، و لكن استعماله للخير هو الغالب
[2].
و عليه،
فالآية تشير إلى الطعن بالكفار كنتيجة طبيعية لاستهزاءهم بالمؤمنين و بآيات اللّه
في الحياة الدنيا، و ما عليهم إلّا أن يتقبلوا جزاء ما كسبت أيديهم.
بحث
الاستهزاء
... سلاح بائس:
من الحراب
التي طالما شهرت في وجوه الأنبياء عليهم السّلام عبر التاريخ .. حربة الاستهزاء و
السخرية، و عكست لنا الآيات القرآنية مرارا تلك الصور التي تحكي