responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 45

فجواب نوح عليه السّلام عام يشمل حتى أولئك المغرورون في صدر الإسلام .. فما شأنكم و هؤلاء؟! و عليكم أن تنظروا إلى هذا الدين، و إلى النّبي الذي جاء بهذا الدين، و لا تنظروا إلى من آمن به و اتبعه! ...

و تبقى أساليب الذين يعادون الحقّ محدودة في إطار الحياة الدنيا، و لكن إذا كان يوم القيامة، فستختلف الحال تماما: فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ‌.

فيوم القيامة، يوم مجازات الأعمال و إجراء العدالة الإلهية، و العدالة تقتضي بأن يستهزأ المؤمنون بالكافرين المعاندين للحقّ، و الاستهزاء في ذلك اليوم أحد ألوان عذاب الآخرة الأليم الذي ينتظر أولئك المغرورون و المستكبرون.

و

روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال: «المستهزئين بالنّاس في الدنيا يرفع لأحدهم يوم القيامة باب من أبواب الجنّة، فيقال له: هلم، فيجي‌ء بكربه و غمّه، فإذا أتاه أغلق دونه، ثمّ يفتح له باب آخر، فيقال: هلم هلم، فيجي‌ء بكربه و غمّه، فإذا أتاه أغلق دونه، فما يزال كذلك حتى أنّه ليفتح له الباب فيقال: هلم هلم، فلا يأتيه من اياسه» [1] ..

(و هنا يضحك المؤمنون الذين يطلعون عليه و على بقية الكفار من جنتهم).

و تقول الآية التالية: عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ‌.

ماذا ينظرون؟

إنّهم ينظرون إلى: نعم اللّه التي لا توصف و لا تنفد في الجنّة، و إلى كلّ ما فازوا به من الألطاف الإلهية و الكرامة، و إلى ما أصاب الكفار و المجرمين من العذاب الأليم خاسئين ...

و في آخر آيات السّورة، يقول القرآن مستفهما:


[1]- تفسير الدر المنثور، ج 6، ص 328.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست