responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 432

و إنّما أقسم بالعصر لأهميته، إذ هو في وقت من النهار يحدث فيه تغيير في نظام المعيشة و حياة البشر، الأعمال اليومية تنتهي، و الطيور تعود إلى أوكارها، و قرص الشمس يميل إلى الغروب، و يتجه الجو إلى أن يكون مظلما بالتدريج.

هذا التغيير يلفت نظر الإنسان إلى قدرة اللّه المطلقة في نظام الكون، و هو في الواقع أحد علامات التوحيد، و أية من آيات اللّه تستحق أن يقسم بها.

2- قيل: إنّه كلّ الزمان و تاريخ البشرية المملوء بدروس العبرة، و الأحداث الجسيمة. و هو لذلك عظيم يستحق القسم الإلهي.

3- بعضهم قال: إنّه مقطع خاص من الزمان مثل عصر البعثة النبوية المباركة، أو عصر قيام المهدي المنتظر عليه السّلام، و هي مقاطع زمنية ذات خصائص متميزة و عظمة فائقة في تاريخ البشر. و القسم في الآية إنّما هو بتلك الأزمنة الخاصّة [1].

4- بعضهم عاد إلى الأصل اللغوي للكلمة، و قال إنّ القسم في الآية بأنواع الضغوط و المشاكل التي تواجه الإنسان في حياته، و تبعث فيه الصحوة و توقظه من رقاده، و تذكره باللّه سبحانه، و تربّي فيه روح الاستقامة.

5- قيل: إنّها إشارة إلى «الإنسان الكامل» الذي هو في الواقع عصارة عالم الوجود و الخليقة.

6- و أخيرا قيل إنّ الكلمة يراد بها صلاة العصر، لأهميتها الخاصّة بين بقية الصلوات، لأنّها (الصلاة الوسطى) التي أمر اللّه أن يحافظ عليها خاصّة.

مع أنّ التفاسير أعلاه غير متضادة، و يمكن أن تجتمع كلّها في معنى الآية، و يكون القسم بكل هذه الأمور الهامّة، و لكن الأنسب فيها هو القسم بالزمان و تاريخ البشرية. لأنّ القسم القرآني- كما ذكرنا مرارا- يتناسب مع الموضوع الذي أقسم اللّه من أجله و من المؤكّد أن خسران الإنسان في الحياة ناتج عن‌


[1]- عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام قال في تفسير آية: وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ: العصر عصر خروج القائم (أي خروج الإمام المهدي المنتظر سلام اللّه عليه). نور الثقلين، ج 5، ص 666، الحديث 5.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 432
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست