responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 361

قيل في معنى «و ما أمروا ...» أن المقصود هو: إنّ التوحيد و الصلاة و الزكاة من المسائل الثابتة في دين أهل الكتاب، لكنّهم لم يبقوا أو فياء لهذه التعاليم.

و قيل: المقصود هو إنّ دين الإسلام ليس فيه سوى التوحيد الخالص و الصلاة و الزكاة و أمثالها من التعاليم. و هذه امور معروفة فلما ذا يعرضون عنها؟.

يبدو أنّ المعنى الثّاني أقرب. لأنّ الآية السابقة تتحدث عن الاختلاف في قبول الدين الجديد، و المناسب هنا أن يكون المراد في «أمروا ...» هو الدين الجديد أيضا.

أضف إلى ذلك أنّ المعنى الأوّل يصدق على أهل الكتاب وحدهم، بينما المعنى الثّاني يشمل المشركين أيضا.

المقصود ب «الدين» في عبارة مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ قد يكون «العبادة».

و عبارة «إلّا ليعبدوا اللّه» في الآية تؤكّد هذا المعنى.

و يحتمل أيضا أن يكون المقصود مجموع الدين و الشريعة، أي أنّهم أمروا أن يعبدوا اللّه و أن يخلصوا له الدين و التشريع في جميع المجالات. و هذا المعنى يتناسب أكثر مع المفهوم الواسع للدين. و جملة وَ ذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ تؤيد هذا المعنى لأنّها طرحت الدين بمفهومه الواسع.

«حنفاء» جمع «حنيف»، من الفعل الثّلاثي حنف، أي عدل عن الضلال إلى الطريق المستقيم، كما يقول الراغب في المفردات. و العرب تسمي كلّ من حج أو ختن «حنيفا» إشارة إلى أنّه على دين إبراهيم.

و «الأحنف» من كانت رجله عوجاء. و يبدو أنّ الكلمة كانت في الأصل تستعمل للانحراف و الاعوجاج، و النصوص الإسلاميّة استعملتها بمعنى الانحراف عن الشرك إلى التوحيد و الهداية.

و من الممكن أن تكون المجتمعات الوثنية قد أطلقت على من يترك الأوثان و يتجه إلى التوحيد اسم «حنيف»، أي منحرف. ثمّ أصبحت الكلمة بالتدريج اسما

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 361
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست