لسالكي طريق التوحيد و من مستلزمات الكلمة الإخلاص في التوحيد و الاعتدال
التام و اجتناب أي إفراط أو تفريط؛ غير أنّ هذه معان ثانوية للكلمة.
جملة وَ ذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[1] إشارة إلى أنّ
الأصول المذكورة في الآية و هي: التوحيد الخالص، و الصلاة (الارتباط باللّه) و
الزكاة (الارتباط بالنّاس) من الأصول الثابتة الخالدة في جميع الأديان، بل إنّها
قائمة في أعماق فطرة الإنسان.
ذلك لأنّ مصير الإنسان يرتبط بالتوحيد، و فطرته تدعوه إلى معرفة المنعم و
شكره، ثمّ إنّ الروح الاجتماعية المدنية للإنسان تدعوه إلى مساعدة المحرومين.
من هنا، هذه التعاليم لها جذور في أعماق الفطرة، و هي لذلك كانت في تعاليم كلّ
الأنبياء السابقين و تعاليم خاتم النبيين صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
[1]- دين القيمة، مضاف مضاف إليه، و
ليس صفة و موصوف و مفهومها أنّه دين ورد في الكتب السابقة مستقيم و ذو قيمة أو
أنّه دين فيه احكام و تعليمات ذات قيمة، فعلى هذا جاءت الكلمة بصيغة المؤنث لأنّها
صفة للكتب أو الملة و الشريعة.