responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 342

و أهميته.

عبارة إِنَّا أَنْزَلْناهُ‌ فيها إشارة اخرى إلى عظمة هذا الكتاب السماوي. فقد نسب اللّه نزوله إليه، و بصيغة المتكلم مع الغير أيضا، و هي صيغة لها مفهوم جمعي و تدل على العظمة.

نزول القرآن في ليلة «القدر» و هي الليلة التي يقدر فيها مصير البشر و تعين بها مقدراتهم، دليل آخر على الأهمية المصيرية لهذا الكتاب السماوي.

لو جمعنا بين هذه الآية و آية سورة البقرة لاستنتجنا أنّ «ليلة القدر» هي إحدى ليالي شهر رمضان، و لكنّها أية ليلة؟ القرآن لا يبيّن لنا ذلك، و لكن الرّوايات تتناول هذا الموضوع بإسهاب. و سنتناولها في نهاية تفسير هذه السّورة إن شاء اللّه.

و هنا يطرح سؤال له طابع تاريخي و له ارتباط بما رافق أحداث حياة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من نزول القرآن. من المؤكّد أنّ القرآن الكريم نزل تدريجيا خلال (23) عاما. فكيف نوفق بين هذا النزول التدريجي و ما جاء في الآيات السابقة بشأن نزول القرآن في شهر رمضان و في ليلة القدر؟

الجواب على هذا السؤال كما ذكره المحققون يتلخص في أنّ للقرآن نزولين:

النزول الدفعي، و هو نزول القرآن بأجمعه على قلب النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أو على البيت المعمور، أو من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا.

و النزول التدريجي، و هو ما تمّ خلال (23) سنة من عصر النبوّة (ذكرنا شرح ذلك في تفسير الآية 3 من سورة الدخان).

و قال بعضهم إن ابتداء نزول القرآن كان في ليلة القدر لا كلّه، و لكن هذا خلاف ظاهر الآية التي تقول: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ.

و يذكر أنّ تعبير الآيات عن نزول القرآن يكون مرّة بكلمة «إنزال» و مرّة أخرى بكلمة «تنزيل». و يستفاد من كتب اللغة أن التنزيل للنزول التدريجي،

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 342
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست