responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 332

لأنّها تسوّد بالدخان)، و وضع العلامة و الإذلال‌ [1].

و الأنسب المعنى الأوّل، و إن كانت الآية تحتمل معاني اخرى أيضا.

و هل حدوث هذا السفع بالناصية في يوم القيامة، حيث يسحب أبو جهل و أمثاله من مقدمة شعر الرأس إلى جهنم، أم في الدنيا، أم في كليهما؟ لا يستبعد أن يكون في كليهما، و الشاهد على ذلك الرّواية التالية:

«لمّا نزلت سورة الرحمن، علم القرآن ... قال النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لأصحابه: من يقرؤها منكم على رؤوساء قريش؟ فتثاقلوا مخافة أذيتهم، فقام ابن مسعود و قال:

أنا يا رسول اللّه، فأجلسه عليه السلام، ثمّ قال: من يقرأها عليهم؟ فلم يقم إلّا ابن مسعود، ثمّ ثالثا كذلك إلى أن أذن له، و كان عليه السلام يبقي عليه لما كان يعلم من ضعفه و صغر جثته. ثمّ إنّه وصل إليهم فرآهم مجتمعين حول الكعبة، فافتتح قراءة السّورة، فقام أبو جهل فلطمه فشقّ أذنه و أدماه، فانصرف و عيناه تدمع. فلمّا رآه النّبي عليه السلام رق قلبه و أطرق رأسه مغموما، فإذا جبريل عليه السلام يجي‌ء ضاحكا مستبشرا، فقال: يا جبريل تضحك و ابن مسعود يبكي! فقال: ستعلم.

فلمّا ظهر المسلمون يوم بدر التمس ابن مسعود أن يكون له حظ في المجاهدين، فأخذ يطالع القتلى: فإذا أبو جهل مصروع يخور ... فصعد على صدره، فلمّا رآه أبو جهل قال: يا رويعي الغنم لقد ارتقيت مرتقى صعبا. فقال ابن مسعود:

الإسلام يعلو و لا يعلى عليه.

فقال أبو جهل: بلغ صاحبك أنّه لم يكن أحد أبغض إليّ منه في حياتي، و لا أحد أبغض إليّ منه في حال مماتي.

روى أنّه عليه السلام‌ لما سمع ذلك قال: «فرعوني أشدّ من فرعون موسى‌


[1]- التّفسير الكبير، ج 32، ص 23.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 332
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست