responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 333

فإنّه قال آمنت و هو قد زاد عتوا».

ثمّ قال أبو جهل لابن مسعود: اقطع رأسي بسيفي هذا، لأنّه أحدّ و أقطع. فلمّا قطع رأسه لم يقدر على حمله، فراح يجرّه على ناصيته إلى رسول اللّه، (و بذلك تحقق قوله سبحانه: (لنسفعن بالناصية) في هذه الدنيا أيضا» [1].

«الناصية»: شعر مقدم الرأس، و (السفع بالناصية) يراد به الإذلال و الإرغام، لأنّ أخذ الشخص بناصيته يفقده كلّ حركة و يجبره على الاستسلام.

«الناصية» تستعمل لمقدمة رأس الأفراد، و للجزء النفيس من الشي‌ء كأن نقول «ناصية البيت».

و وصف الناصية بأنّها «كاذبة خاطئة» يعني أنّ صاحبها كاذب في أقواله و خاطئ في أعماله، كما كان أبو جهل.

و لقد وردت بعض الرّوايات الصحيحة بأنّ السّورة- عدا المقطع الأوّل منها- قد نزلت في أبي جهل إذ مرّ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو يصلي عند المقام فقال (يا محمّد ألم أنهك عن هذا؟ و توعده فأغلظ له رسول اللّه و انتهره ...) و لعلها هي التي أخذ فيها رسول اللّه بخناقه و قال له: (أولى لك ثمّ أولى) فقال: يا محمّد بأي شي‌ء تهددني؟ أما و اللّه و إنّي لأكثر هذا الوادي ناديا) [2].

و هنا نزلت الآية التالية تقول لأبي جهل: فليدع هذا الجاهل المغرور كل قومه و عشيرته و ليستنجد بهم.

فَلْيَدْعُ نادِيَهُ‌.

و نحن سندع أيضا زبانية جهنم:

سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ ليعلم هذا الجاهل الغافل أنّه عاجز عن فعل أي شي‌ء و إنّه‌


[1]- الفخر الرازي، ج 32، ص 23.

[2]- تفسير في ظلال القرآن، ج 6، ص 3942 ذيل الآية.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 333
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست