responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 323

أمّا اليوم فإنّنا نعلم أنّ القلم محور كل الحضارات و العلوم، و كلّ تقدم في أي مجال من المجالات، و نعلم تفوق أهمية «مداد العلماء» على «دماء الشهداء»، لأنّ هذا المداد هو الذي يكون الأساس القويم لدماء الشهداء و السند المتين له.

و لا نكون مغالين إذا قلنا أنّ مصير المجتمعات البشرية مرتبط بما تفرزه الأقلام.

إصلاح المجتمعات البشرية يبدأ من الأقلام الملتزمة المؤمنة، و فساد المجتمعات أيضا ينطلق من الأقلام المسمومة.

و لأهمية القلم يقسم القرآن به و بما يفرزه، أي بآلة الكتابة و بمحصولها: ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ‌ [1].

نعلم أنّ حياة البشرية تقسم على مرحلتين:

عصر التاريخ.

و عصر ما قبل التاريخ.

و عصر التاريخ يبدأ من استعمال القلم و الكتابة و القراءة ... من زمن اقتدار الإنسان على أن يكتب بالقلم، و أن يخلف تراثا للأجيال، من هنا فتاريخ البشرية مقرون بتاريخ ظهور القلم و الخط.

و حول دور القلم في حياة البشرية كان لنا وقفة طويلة في بداية تفسير سورة القلم.

من هنا فإنّ أساس الإسلام أقيم منذ البداية على أساس العلم و القلم ... و لذلك استطاع قوم متخلفون أن يتقدموا في العلم و المعرفة حتى تأهّلوا- باعتراف الأعداء و الأصدقاء- لتصدير علومهم إلى العالم! إن علم المسلمين و معارفهم هو الذي مزّق ظلام القرون الوسطى في أوروبا و أدخلها عصر الحضارة. و هذا ما


[1]- القلم، الآية 1.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 323
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست