responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 321

اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ‌ [1].

قيل: إنّ «اقرأ» في هذه الآية تأكيد لإقرأ في الآية السابقة، و قيل: إنّها تختلف عن الآية الاولى، فالاولى قراءة النبيّ لنفسه، و في الثّانية القراءة للناس غير أنّ الرأي الأوّل أنسب، إذ لا يوجد دليل على اختلاف الإثنين.

و هذه الآية في الواقع جواب على‌

قول الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لجبرائيل: ما أنا بقارئ،

و هذه الآية تقول: إنّك قادر على القراءة بكرم الرّب و فضله و منّه.

ثمّ تصف الآيتان التاليتان الربّ الأكرم:

الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ‌.

عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ‌.

و هاتان الآيتان أيضا تتجهان إلى الجواب على‌

قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما أنا بقارئ،

أي إنّ اللّه الذي علم البشر بالقلم و كشف لهم المجاهيل، قادر على أن يعلم عبده الأمين القراءة و التلاوة.

جملة الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ‌ تحتمل معنيين.

الأوّل: أنّ اللّه علم الإنسان الكتابة، و أعطاه هذه القدرة العظيمة التي هي منبثق تاريخ البشر، و منطلق جميع العلوم و الفنون و الحضارات.

و الثّاني: المقصود أنّ اللّه علم الإنسان جميع العلوم عن طريق القلم و بوسيلة الكتابة.

و بإيجاز إمّا أن يكون التعليم، تعليم الكتابة، أو تعليم العلوم عن طريق الكتابة.

و هو- على أي حال- تعبير عميق المعنى في تلك اللحظات الحساسة من‌


[1]- جملة «و ربّك الأكرم» جملة استئنافية مكونة من مبتدأ و خبر.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست