و تقول الآية
التالية: ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ.
يقال لهم ذلك
توبيخا و لوما لزيادة تعذيبهم روحيا، و هو ما ينتظر كلّ من عاند الحق و تخبط
متاهات الضلال.
***
ملاحظتان
1- لم كانت
الذنوب صدأ القلب؟!
تناول القرآن
الكريم في مواضع متعددة ما للذنوب من تأثيرات سلبية على إظلام القلب و تلويثه، فقد
جاء في الآية (35) من سورة المؤمن: كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى
كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ.
و قال في
موضع آخر: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ عَلى سَمْعِهِمْ وَ عَلى
أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ[1].
و جاء في
الآية (46) من سورة الحج: فَإِنَّها لا تَعْمَى
الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ.
نعم .. فأسوأ
ما للاستمرار في الذنوب من آثار: اسوداد القلب، فقدان نور العلم، موت قدرة التشخيص
بين ما هو حق و باطل.
فآثار ما
تقترفه الجوارح من ذنوب تصل إلى القلب و تحوله إلى مستنقع آسن، و عندها لا يقوى
الإنسان على تشخيص طريق خلاصه، فيهوى في حفر الضلالة التي توصله لأدنى دركات
الانحطاط، و تكون النتيجة أن يرمي ذلك الإنسان مفتاح سعادته بنفسه من يده، و لا
يجني حينها إلّا الخيبة و الخسران.
و
روي عن
النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: «كثرة
الذنوب مفسدة للقلب». [2]