العبادات العملية من أداء الواجبات و ترك المحرمات، غير أن التّفسير الأوّل
أنسب مع ظاهر الآية، و مع سبب نزولها.
و «الحسنى» مؤنث «أحسن» إشارة إلى مثوبة اللّه و جزاءه الأوفى، و التصديق
بالحسنى هو الإيمان بها، و في سبب النزول ذكرنا أن «أبا الدحداح» أنفق أمواله
لإيمانه بما سيعوضه اللّه في الآخرة. و الحسنى وردت بهذا المعنى أيضا في قوله
سبحانه: وَ كُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى[1].
قيل إن المقصود هو «الشريعة الحسنى»، و التصديق بالحسنى هو الإيمان بالإسلام،
الذي هو أكمل الأديان.
و قيل إنّها كلمة «لا إله إلّا اللّه»، و قيل: إنّها الشهادتان.
غير أنّ سياق الآيات و سبب النزول و ذكر «الحسنى» بمعنى «الجزاء الحسن» في
كثير من الآيات كلّه يرجح التّفسير الأوّل.
عبارة فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى قد تكون إشارة إلى التوفيق الإلهي و إلى تيسير الطاعة لمثل
هؤلاء الأفراد، أو فتح طريق الجنّة أمامهم و ما يقابلونه من استقبال الملائكة و تحيتهم،
أو كلّ ذلك.
من المؤكّد أنّ الذين سلكوا طريق الإنفاق و التقوى، و اطمئنوا إلى جزاء اللّه
و ثوابه في الآخرة، تتذلل أمامهم المشاكل و ينعمون في الدنيا و الآخرة بالسكينة و
الاطمئنان.
أضف إلى ما سبق، قد يكون الإنفاق المالي شاقا و ثقيلا على طبع الإنسان في البداية،
و لكن بتوطين النفس على ذلك و الاستمرار فيه، يتحول إلى أمر ميسور ...
بل أمر فيه لذّة و ارتياح.
ما أكثر الأفراد الأسخياء الذين ينشرحون لحضور الضيف على مائدتهم، و لا