responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 257

يرتاحون إذا خلت مائدتهم يوما من ضيف ... و هذا نوع من تيسير الأمور لهؤلاء.

و لا يفوتنا أن نذكر أيضا أنّ الإيمان بالمعاد و بثواب الآخرة يهون المشاكل و الصعاب، و يجعل بذل المال بل النفس ميسورا، و يخلق الدافع نحو طلب الشهادة في ميادين الجهاد عن رغبة مقرونة باحساس باللذة و النشوة.

«اليسرى» من اليسر، و هي في الأصل بمعنى إسراج الفرس و الجامها و إعدادها للركوب. ثمّ أطلقت الكلمة على كلّ عمل سهل ممهّد [1].

و في الجهة المقابلة تقف المجموعة الاخرى التي تتحدث عنها الآيات التالية:

وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى‌، وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى‌، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى‌.

«من بخل» في هذه المجموعة مقابل «من أعطى» في تلك.

كلمة «استغنى» أيّ طلب الغنى، قد تكون إشارة إلى ذريعتهم لبخلهم، و وسيلتهم لاكتناز المال، أو قد تكون إشارة إلى ظنهم بأنّهم مستغنون عن ثواب الآخرة، عكس الطائفة الاولى المنشدة إلى مثوبة اللّه، أو قد تكون بمعنى الإحساس بالاستغناء عن طاعة اللّه و بالتالي التخبط المستمر في الآثام.

من بين هذه التفاسير الثلاثة يبدو التّفسير الأوّل أنسب، و إن أمكن أيضا الجمع بين الثلاثة.

المقصود من التكذيب بالحسنى، هو إنكار ثواب الآخرة، أو إنكار الدين الإلهي.

فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى‌ ... و التيسير للعسر بالنسبة لهذه المجموعة، يقابله التيسير لليسر للمجموعة الاولى التي يشملها اللّه بتوفيقه، و ييسر لها طريق الطاعة و الإنفاق، و بذلك تتذلل أمامها مشاكل الحياة ... أمّا هذه المجموعة فتحرم التوفيق، و يتعسّر عليها شقّ الطريق و تواجه الضنك و النصب في الدنيا و الآخرة، و هؤلاء


[1]- تفسير الكشّاف، ج 4، ص 762.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست