responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 223

ثمّ إنّ غمط حقوق اليتامى في ذلك العصر خاصة على يد الأقرباء استدعى التحذير من هذه العقبة بالذات.

و ذهب «أبو الفتوح الرازي» إلى أنّ «المقربة» ليست من القرابة، بل من «القرب» إشارة إلى التصاق بطون الجياع من شدّة الجوع‌ [1]. و نستبعد كثيرا هذا المعنى في تفسير الآية.

5- «المتربة» مصدر ميمي من «ترب»، و ساكن التراب من شدّة فقره هو ذو المتربة، و التأكيد على هذا النمط من المساكين لأولويتهم أيضا، إذ إطعام أي مسكين عمل مستحسن.

و

روي‌ أنّ الإمام علي بن موسى الرضا عليه السّلام إذا أكل أتى بصحفة فتوضع قرب مائدته، فيعمد إلى أطيب الطعام ممّا يؤتى به فيأخذ من كلّ شي‌ء شيئا فيضع في تلك الصفحة ثمّ يأمر بها للمساكين، ثمّ يتلو هذه الآية: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ثمّ يقول: «علم اللّه عزّ و جلّ أنّه ليس كلّ إنسان يقدر على عتق رقبة فجعل لهم السبيل إلى الجنّة» [2].

م ثمّ تواصل الآية التالية بيان طبيعة هذه العقبة، و سبل اجتيازها فتقول: ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ.

فالقادرون على اجتياز هذه العقبة متحلون بالإيمان و متواصون بالصبر و الاستقامة على الطريق، و متواصون بالرحمة و العطف.

و بهذا السياق القرآني لبيان طبيعة العقبة نفهم أن القادرين على اجتيازها هم المتحلون بالإيمان و الخلق الكريم كالتواصي بالصبر و الرحمة، و ذوو أعمال البّر و الإحسان كتحرير العبيد و إطعام الأيتام و المساكين، إنّهم بعبارة أولئك الذين يلجون ميادين الإيمان و الأخلاق و العمل و يخرجون منها ظافرين منتصرين.


[1]- تفسير أبي الفتوح الرازي، ج 12، ص 96.

[2]- تفسير الميزان، ج 20، ص 295، نقلا عن الكافي.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 223
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست