«إن أمامكم عقبة كؤودا لا يجوزها
المثقلون، و أنا أريد أن أخفف عنكم لتلك العقبة» [1].
و هذا الحديث طبعا لا يمكن أن يكون تفسيرا للآية، غير أن بعض المفسّرين فهموا
منه ذلك، و هذا الفهم لا يتناسب مع التّفسير الصريح لكلمة «العقبة» في الآيات
التالية، إلّا إذا اعتبرنا العقبة الكؤود يوم القيامة تجسيدا للطاعات الثقيلة
الصعبة في هذا العالم، و اجتياز تلك العقبات فرع لاجتياز هذه الطاعات «تأمل
بدقّة».
تعبير «اقتحم» في الآية أصله من «الاقتحام» و هو الدخول في عمل صعب مخيف
(مفردات الراغب)، أو الولوج و العبور بشدّة و مشقّة (تفسير الكشّاف) و هذا يعني أن
اجتياز هذه العقبة ليس بالأمر اليسير، كما أنّه تأكيد على ما ورد في أوّل السّورة
بشأن ما يكابد الإنسان في حياته: لَقَدْ
خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ.
و
عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام قال: «إنّ الجنّة حفت بالمكاره و إنّ النّار حفت بالشهوات» [2].
ملاحظات
و هنا يلزم الالتفات إلى عدّة ملاحظات:
1- المقصود من «فك رقبة» على الظاهر هو تحرير العبد و الرقيق.
روي أنّ أعرابيا جاء إلى النّبي صلّى اللّه عليه
و آله و سلّم فقال: يا رسول اللّه علمني عملا يدخلني الجنّة.