responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 220

و ما المقصود من العقبة؟ الآيات التالية تفسّرها:

وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ؟ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ.

من هنا فالعقبة التي لم يتهيأ الكافرون بأنعم اللّه لاجتيازها هي: فك رقبة عبد من الرقبة أي تحريره أو إطعام في يوم الضائقة الاقتصادية و المجاعة، يتيما ذا قربى أو فقيرا قد لصق بالتراب من شدّة فقره، العقبة هي مجموعة أعمال الخير التي تتجه لخدمة النّاس و الأخذ بيد الضعفاء و المعوزين، كما إنّها أيضا مجموعة من المعتقدات الصحيحة الخالصة تشير إليها الآيات التالية.

نعم، إن اجتياز هذه العقبة ليس بالأمر اليسير لما لأغلب النّاس من التصاق بالمال و الثروة.

ليس الإسلام و الإيمان بالقول و الادعاء، بل أمام كلّ إنسان مسلم و مؤمن عقبات يجب أن يجتازها الواحدة بعد الاخرى، مستمدا العون من اللّه سبحانه و من روح الإيمان و الإخلاص.

بعضهم ذهب إلى أنّ «العقبة» هنا تعني أهواء النفس التي حثّ الرّسول الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على مقاومتها و مجاهدتها، و يسمى ذلك «الجهاد الأكبر»، و استنادا إلى هذا التّفسير يكون فك الرقبة و إطعام المسكين من المصاديق البارزة لاجتياز عقبة هوى النفس.

و من المفسّرين من قال إنّ «العقبة» هي الصراط الصعب يوم القيامة، كما جاء

في حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:


استفهامية، و الإشكال الوحيد الذي يرد على أنّها خبرية هو عدم تكرارها لأنّ (لا) النافية حين تدخل على الفعل الماضي تكرر عادة كقوله سبحانه: فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّى‌، و لم تتكرر في الآية. و يذكر «الطبرسي» في «مجمع البيان» مواضع من أقوال العرب لم تتكرر فيها (لا) النافية مع دخولها على الفعل الماضي، و إلى ذلك ذهب أيضا «الفخر الرازي» و «القرطبي»، و قيل إنّ (لا) إذا كانت بمعنى «لم» لا يلزم تكرارها و بعضهم احتمل التكرار في التقدير و المعنى: فلا اقتحم العقبة و لا فك رقبة، و لا أطعم في يوم ذي مسغبة.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست