responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 207

أيضا [1].

وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ للمفسّرين آراء عديدة عن المقصود بالوالد و الولد في الآية.

قيل: إنّ الوالد إبراهيم الخليل و الولد إسماعيل الذبيح.

و التّفسير هذا يتناسب مع القسم بمكّة ... و نعلم أنّ إبراهيم و ابنه رفعا القواعد من البيت، و بذلك وضعا حجر أساس البلد الأمين. و العرب في الجاهلية كانوا يجلّون إبراهيم و ابنه و يفخرون في الانتساب إليهما.

و قيل: إنّ المقصود بالوالد و الولد آدم و ذرّيته.

و قيل: آدم و الأنبياء من ذرّيته.

و قيل: كلّ والد و ما ولد. متوالي الأجيال.

و تعاقبها بالولادة من أعجب بدائع الكون، و لذلك خصّها اللّه تعالى بالقسم و لا يستبعد الجمع بين هذه التفاسير و إن كان الأوّل أنسب.

لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ.

و هذا هو الهدف النهائي للقسم «الكبد» كما يقول الطبرسي في مجمع البيان في الأصل بمعنى «الشدّة» و لذا يقال للّبن إذا استغلظ «تكبّد اللّبن» و لكن كما يقول الراغب في مفرداته أنّ «كبد» ألم يصيب الكبد، ثمّ اطلق على كلّ ألم و مشقّة.

نعم ... الإنسان يمرّ في دورة حياته بمراحل كلّها مشوبة بالألم و مقرونة بالعناء. منذ أن يستقرّ نطفة في رحم امه حتى ولادته، ثمّ بعد ولادته في مراحل طفولته و شبابه و شيخوخته يعاني من ألوان و المشاق و الآلام، هذه طبيعة الحياة، و من توقّع منها غير ذلك خيّبت ظنّه. يقول الشاعر:

طبعت على كدر و أنت تريدها

صفوا من الأكدار و الأقذار


[1]- مجمع البيان، ج 10، ص 493.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست