responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 206

بالآلام و الأسقام.

وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ لم يرد ذكر «مكّة» في الآية صريحا، لكن الدلالات تشير إلى أن المقصود بالبلد مكّة، فالسّورة مكّية، و أهميّة هذه المدينة المقدّسة لا تبلغها مدينة، و المفسّرون مجمعون على ذلك.

أرض مكّة مشرّفة و معظمة، لأنّ فيها أوّل مركز للتوحيد و لعبادة اللّه سبحانه، و كان هذا المركز مطاف أنبياء اللّه العظام ... و لذلك أقسم اللّه بها ... و لكنّ السّورة تشير إلى عامل آخر أضفى على هذه المدينة شرفا و كرامة: وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ... فالبلد استحق أن يقسم به اللّه لوجودك أنت أيّها النّبي الكريم فيه! فلا يتصورن كفار مكّة أنّ القرآن يقسم ببلدهم تكريما لهم و لأوثانهم، لا فهذا البلد مكرم لما يحمله من تاريخ الرسالات السماوية .. و لما يحتضنه من رسالة خاتمة، و نبي خاتم.

و في الآية تفسير آخر يعتبر (لا) في الآية السابقة نافية و يكون المعنى: «لا اقسم بهذا البلد المقدس حال كون حرمته قد هتكت و الأنفس و الأموال و الأعراض فيه قد أحلّت و أبيحت».

و يكون ذلك- على هذا التّفسير- توبيخا و تقريعا لكفار قريش و هم الذين يعتبرون أنفسهم خدمة الحرم و سدنته، و يكنّون له احتراما يفوق كلّ احترام حتى أن الرجل منهم يرى قاتل أبيه فيه فلا يتعرّض له ... بل حتى قيل إنّ الرجل يحمل معه شيئا من لحاء أشجار مكّة فلا يتعرّض له أحد. فلما ذا إذن لم تراعوا هذه الآداب و التقاليد في حقّ النّبي الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟! لما ذا تماديتم في إيذائه و إيذاء صحابته، حتى سولت لكم أنفسكم استباحة دمه؟! و قد ورد هذا التّفسير في حديث عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست