و تنتقل السّورة في آخر مطافها إلى تلك النفوس المطمئنة ثقة باللّه و بهدف
الخلق، بالرغم من معايشتها في خضم صخب الحياة الدنيا، فتخاطبهم بكلّ لطف و لين و
محبّة، حيث تقول: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ .. ارْجِعِي
إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً .. فَادْخُلِي فِي عِبادِي .. وَ ادْخُلِي جَنَّتِي.
فهل ثمّة أجمل و ألطف من هذا التعبير! ...
تعبير يحكي دعوة اللّه سبحانه و تعالى لتلك النفوس المؤمنة، المخلصة، المحبّة
و الواثقة بوعده جلّ شأنه .. دعوتها لتعود إلى ربّها و مالكها و مصلحها الحقيقي
...
دعوة مفعمة برضا الطرفين، رضا العاشق على معشوقه، و رضا المعشوق على عاشقه
....