responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 19

يغتدي كل يوم بكرة من القصر، فيطوف في أسواق الكوفة سوقا سوقا، و معه الدّرة على عاتقه (لمعاقبة المخالفين)، فينادي: يا معشر التجّار اتقوا اللّه عزّ و جلّ، فإذا سمعوا صوته عليه السّلام ألقوا ما بأيديهم، و أرعوا إليه بقلوبهم، و سمعوا بآذانهم، فيقول عليه السّلام: قدموا الإستخارة، و تبركوا بالسهولة، و اقتربوا من المبتاعين، و تزيّنوا بالحلم، و تناهوا عن اليمين، و جانبوا الكذب، و تجافوا عن الظلم، و أنصفوا المظلومين، و لا تقربوا الربا، و أوفوا الكيل و الميزان، و لا تبخسوا النّاس أشياءهم، و لا تعثوا في الأرض مفسدين، فيطوف عليه السّلام في جميع أسواق الكوفة ثمّ يرجع فيقعد للناس» [1].

و بشأن نزول الآيات،

قال النّبي الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «و لا طففوا الكيل إلّا منعوا النبات و أخذوا بالسنين».

و زبدة ما تقدم: يعتبر التطفيف في الميزان من العوامل الأساسية في عذاب و هلاك بعض الأمم السالفة، حيث أدى ذلك إلى اختلال النظام الاقتصادي عندهم من جهة، و إلى نزول العذاب الإلهي عليهم من جهة أخرى.

و قد حثّت الرّوايات الواردة في خصوص آداب التجارة على الأخذ ناقصا و العطاء راجحا، أي بعكس سلوكية من ذمتهم الآيات المبحوثة، فهم يأخذون بدقّة و يعطون ناقصا. [2] و كما قلنا في تفسير الآية، فثمّة من يذهب إلى أنّ مفهوم التطفيف أوسع من أن يحدد بالكيل و الميزان، و يمتد ليشمل أيّ انقاص في عمل، و أيّ تقصير في أداء وظيفة فردية أو اجتماعية أو إلهية.

***
______________________________

(1)- المصدر السابق، الحديث 3.

(2)- و لمزيد من الاطلاع ... راجع وسائل الشيعة، ج 12، ص 290، أبواب التجارة، الباب 7.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست