responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 188

اللّه راضي عنه لأنّه يفعم بالنعم الإلهية، و أن فلان قد سخط عليه اللّه لأنّه محروم من نعم كثيرة، و لا بدّ لنا من الرجوع إلى المعايير الثابتة عند القيام بعملية التشخيص و التقييم، فالعلم و الإيمان و التقوى هي أسس التقييم، و ليس ظاهر التمتع بحالة السراء ..

فما أكثر الأنبياء الذين تناوشتهم أنياب البلايا و المصائب، و ما أكثر الكافرين و الطغاة الذين تنعموا بمختلف ملاذ الدنيا، إنّها من سنن طبيعة الحياة الدنيا، و لكن ..

أين الأنبياء من الكافرين و .. عقبى الدار؟! فالآية إذن، تشير إلى فلسفة البلاء، و ما يصيب الإنسان من محن و إحن في دنياه.

و توجه الآيتان التاليتان نظر إلى الإنسان و الأعمال التي تؤدّي بحقّ للبعد عن اللّه، و توجب عقابه: كَلَّا فليس الأمر كما تظنون من أنّ أموالكم دليل على قربكم من اللّه، لأنّ أعمالكم تشهد ببعدكم عنه، بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ‌ .. وَ لا تَحَاضُّونَ عَلى‌ طَعامِ الْمِسْكِينِ‌.

و الملاحظ أنّ الآية لم تخص اليتيم بالإطعام بل بالإكرام، لأنّ الوضع النفسي و العاطفي لليتيم أهم بكثير من مسألة جوعه.

فلا ينبغي لليتيم أن يعيش حالة الانكسار و الذلة بفقدان أبيه، و ينبغي الاعتناء به و إكرامه لسدّ الثغرة التي تسببت برحيل أبيه، و قد أولت الأحاديث الشريفة و الرّوايات هذا الجانب أهمية خاصّة، و أكّدت على ضرورة رعاية و إكرام اليتيم.

فعن الإمام الصادق عليه السّلام، إنّه قال: «ما من عبد يمسح يده على رأس يتيم رحمة له إلّا أعطاه اللّه بكلّ شعرة نورا يوم القيامة» [1].

و تقول الآية (9) من سورة الضحى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ.


[1]- بحار الأنوار، ج 15، ص 120 (الطبعة القديمة).

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست