responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 134

و حقّا، فلو لا توفيق اللّه و تيسيره للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما أمكنه من التغلب على كل تلك المشاكل و الصعاب التي واجهته في حياته الرسالية، و حياته الشريفة تنطق بذلك.

فنراه بسيطا في لباسه، قنوعا في طعامه، متواضعا في ركوبه، و تارة ينام على الفراش و اخرى على التراب بل و على رمال الصحراء أيضا.

فليس في حياته الشريفة أيّ تكلف، و لا أدنى تشريف من التشريفات الزائفة الواهية المحيطة بزعماء و رؤساء أيّ قوم أو أمّه.

و بعد أن تبيّن الآيات العناية الرّبانية للنّبي الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، تنتقل إلى بيان مهمته الرئيسية: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى‌.

قيل: الإشارة هنا إلى أنّ التذكير بحدّ ذاته نافع، و قليل أولئك من الذين لا ينتفعون به، و الحد الأدنى للتذكير هو إتمام الحجّة على المنكرين، و هذا بنفسه نفع عظيم‌ [1].

و لكن ثمّة من يعتقد أنّ في الآية محذوف، و التقدير: (فذكّر إن نفعت الذكرى أو لم تنفع)، و هذا يشبه ما جاء في الآية (18) من سورة النحل: وَ جَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ، فذكر «الحر» و أضمر (البرد) لوضوحه بقرينة المقابلة.

و هناك من يؤكّد على أنّ الجملة الشرطية في الآية، لها مفهوم، و المراد: أنّه يجب عليك التذكير إذا كان نافعا، فإن لم يكن نافعا فلا يجب.

و قيل: «إن»:- في الآية- ليست شرطية، و جاءت بمعنى (قد) للتأكيد و التحقيق، فيكون مراد الآية: (ذكر فإنّ الذكرى مفيدة و نافعة).

و يبدو لنا أنّ التّفسير الأوّل مرجح على بقية التّفاسير الثّلاث، بقرينة سلوك‌


[1]- و ما في الآية بخلاف ما جاء في الآية (6) من سورة البقرة: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ‌، لأنّها تختص بفئة قليلة من النّاس، و إلّا فأكثر النّاس يتأثرون بالبلاغ المبين، و إن كانوا بدرجات متفاوتة، و عليه .. فالجملة الشرطية في الآية المبحوثة من قبيل القيد بالغالب الأعم.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست