responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 135

النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في نشره الإسلام، تبليغه الحق، فإنّه كان يعظ و ينذر الجميع.

و تقسم الآيات التالية النّاس إلى قسمين، من خلال مواقفهم تجاه الوعظ و الإنذار، الذي مارسه النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ...: سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى‌ نعم، فإذا ما فقد الإنسان روح «الخشية»، و الخوف ممّا ينبغي أن يخاف منه، و إذا لم تكن فيه روحية طلب الحق- و التي هي من مراتب التقوى- فسوف لا تنفع معه المواعظ الإلهية، و لا حتّى تذكيرات الأنبياء ستنفعه، على هذا الأساس كان القرآن «هدى للمتقين».

و تذكر الآية التالية القسم الثّاني، بقولها: وَ يَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى‌ [1].

و جاء عن ابن عباس، إنّ الآية السابقة: سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى‌ نزلت في (عبد اللّه بن ام مكتوم) [2]، ذلك البصير المؤمن الذي جاء إلى النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم طلبا للحق و التبصر به.

و روي، إنّ الآية: وَ يَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى‌ نزلت في (الوليد بن المغيرة) و (عتبة بن ربيعة) من رؤوس الشرك و الكفر [3].

و قيل: يراد بالأشقى، المعاندين للحق بعداء، فالنّاس على ثلاثة أقسام: إمّا عارف و عالم، و إمّا متوقف شاك، أو معاند، و أفراد الطائفة الاولى و الثّانية ينتفعون من التذكير طبيعيا، فيما لا ينفع القسم الثّالث منهم، و ليس للتذكير من أثر عليه سوى إتمام الحجّة.

و يفهم من سياق الآية، أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان ينذر و يعظ حتى المعاندين، لكنّهم كانوا يتجنبونه و يهربون منه.

يبدو من خلال الآيتين الآنفتي الذكر أنّ «الشقاء» يقابل «الخشية» في حين‌


[1]- يعود ضمير «يتجنبها» على «الذكرى» الواردة في الآيات السابقة.

[2]- تفسير القرطبي، ج 10، ص 7110.

[3]- تفسير الكشّاف؛ روح المعاني (في ذيل الآيات المبحوثة).

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست