responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 133

الآنف أعلاه.

و قيل أيضا: إنّ الاستثناء يختص بقراءة بعض الآيات، فعلى هذا يكون مفهوم الآية هو: إنّنا سنقرئك آيات القرآن إلّا بعض الآيات التي أراد اللّه عزّ و جلّ أن تبقى في مخزون علمه ..

و لا يتوافق هذا القول مع سياق الآية.

أمّا جملة: إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَ ما يَخْفى‌ فلبيان علّة أمر تضمّنته جملة سَنُقْرِئُكَ‌، أي: إنّ العليم جلّ اسمه عالم بجميع حقائق الوجود، أمّا ما يوحيه إليك، فهو ما يحتاج إليه البشر، و يصلك بالكامل دون أن ينقص منه شي‌ء.

و قيل أيضا: إنّ مراد الآية هو: على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن لا يتعجل في أخذ الوحي، و أنّ لا يخشى نسيانه، فاللّه الذي يعلم الأمور ما خفي منها و ما ظهر، سوف لا يتركه و قد تعهد له بالحفظ.

و على أيّة حال، فمن معاجز النبيّ الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قابليته على حفظ الآيات و السور الطوال بعد تلاوة واحدة من جبرائيل عليه السّلام، دون أنّ ينسى منها شيئا أبدا.

و تخاطب الآية التالية النبيّ الكريم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مسلية له: وَ نُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى‌ [1].

أي، إخبار النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بصعوبة الطريق في كافة محطاته، من تلقي الوحي و حفظه حتى البلاغ و النشر و التعليم و العمل به، و تطمئنه بالرعاية و العناية الربانية، بتذليل صعابه من خلال تيسيرها له صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و يمكن كذلك أن تكون إشارة الآية إلى أن طبيعة الرسالة الإسلامية و التكاليف التي تضمّنتها، طبيعة سهلة و سمحة، خالية من الحرج و المشقّة.

و هذا المعنى يعطي شمولية أكثر لمفهوم الآية، بالرغم من أنّ أكثر المفسّرين قد حددوا الآية ببعد واحد من أبعاد مفهومها.


[1]- قال بعض المفسّرين: إنّ مفهوم الآية هو: «نيسّر اليسرى لك»، و إنّما حصل فيها التقديم و التأخير للتأكيد، و هذا على أن لا تكون «نيسرك» بمعنى (نوفقك)، و إلّا لم تكن هناك حاجة للتقديم و التأخير.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست