responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 132

و تدخل الآية في سياق الآية (114) من سورة طه: وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى‌ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً، و كذا الآية (16) من سورة القيامة:

لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ‌ تدخل في سياقهما.

و لإثبات قدرته سبحانه و تعالى، و أنّ كلّ خير منه، تقول الآية: إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَ ما يَخْفى‌.

و لا يعني هذا الاستثناء بأنّ النسيان قد أخذ من النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وطرا، و إنّما هو لبيان أنّ قدرة حفظ الآيات هي موهبة منه سبحانه و تعالى، و مشيئته هي الغالبة أبدا، و إلّا لتزعزعت الثقة في قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و بعبارة اخرى، إنّما جاء الاستثناء لتبيان الفرق بين علم اللّه تعالى الذاتي، و علم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم المعطى له من بارئه.

و الآية تشبه إلى حد ما ما جاء في الآية (108) من سورة هود، بخصوص خلود أهل الجنّة: وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ.

ف خالِدِينَ فِيها دليل على عدم خروج أهل الجنّة منها أبدا، فإذن .. عبارة إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ‌ تكون إشارة إلى حاكمية الإرادة و القدرة الإلهية، و ارتباط كلّ شي‌ء بمشيئته جلّ و علا، سواء في بداية الوجود أم في البقاء.

و ممّا يشهد على ذلك أيضا .. أنّ حفظ بعض الأمور و نسيان اخرى تعتبر حالة طبيعية بين بني آدم، و لكنّ اللّه تعالى ميزّ حبيبه المصطفى بأن جعل فيه ملكة حفظ جميع آيات القرآن، و الأحكام و المعارف الإسلامية، حينما خاطبه ب: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى‌.

و قيل: أريد بهذا الاستثناء تلك الآيات التي نسخ محتواها و نسخت تلاوتها أيضا.

و لكن لعدم ثبوت وجود هكذا آيات، فلا يمكننا الاعتماد على هذا القول‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست