responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 127

باهرة، إلّا إنّهم يؤكّدون على أنّ ما بقي خافي عليهم، هو أكثر بكثير ممّا توصلوا لمعرفته! و تشير الآية التالية إلى النباتات، و ما يخصّ غذاء الحيوانات منها: وَ الَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى‌.

و استعمال كلمة أَخْرَجَ‌ فيه وصف جميل لعملية تكوّن النباتات، حيث إنّه يتضمّن وجودها داخل الأرض فأخرجها الباري منها.

و ممّا لا شك فيه إنّ التغذية الحيوانية هي مقدمة لتغذية الإنسان، و بالنتيجة فإنّ فائدة عملية تغذية الحيوان تعود إلى الإنسان.

ثمّ: فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى‌.

«الغثاء»: هو ما يطفح و يتفرق من النبات اليابس على سطح الماء الجاري، و يطلق أيضا على ما يطفح على سطح القدر عند الطبخ، و يستعمل كناية عن: كلّ ضائع و مفقود، و جاء في الآية بمعنى: النبات اليابس المتراكم.

«أحوى»: من (الحوة)- على زنة قوّة- و هي شدّة الخضرة، أو شدّة السواد، و كلاهما من أصل واحد، لأنّ الخضرة لو اشتدّت قربت من السواد، و جاء في الآية بمعنى: تجمع النبات اليابس و تراكمه حتّى يتحول لونه تدريجيا إلى السواد.

و يمكن أن يكون اختيار هذا التعبير في مقام بيان النعم الإلهية، لأحد أسباب ثلاث:

الأوّل: إنّ حال هذه النباتات يشير بشكل غير مباشر إلى فناء الدنيا، لتكون دوما درسا و عبرة للإنسان، فهي بعد أن تنمو و تخضر في الربيع، شيئا فشيئا ستيبس و تموت بعد مرور الأيّام عليها، حتى يتحول جمالها الزاهي في فصل الربيع إلى سواد قاتم، و لسان حالها يقول بعدم دوام الدنيا و انقضائها السريع.

الثّاني: إنّ النباتات اليابسة عند ما تتراكم، فستتحول بمرور الوقت إلى سماد طبيعي، ليعطي الأرض القدرة اللازمة لإخراج نباتات جديدة اخرى‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست