responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 126

حاكمة على كل موجود (و لا فرق في الغرائز و الدوافع سواء كانت داخلية أم خارجية).

فمثلا، إنّ اللّه خلق ثدي المرأة و جعل في اللبن لتغذية الطفل، و في ذات الوقت جعل عاطفة الامومة شديدة عند المرأة، و من الطرف الآخر جعل في الطفل ميلا غريزيا نحو ثدي امّه، فكلّ هذه الاستعدادات و الدوافع و شدّة العلاقة الموجودة بين الام و الابن و الثدي مقدّر بشكل دقيق، كي تكون عملية السير نحو الهدف المطلوب طبيعية و صحيحة.

و هذا التقدير الحكيم ما نشاهده بوضوح في جميع الكائنات.

و بنظرة ممعنة لبناء كلّ موجود، و ما يطويه في فترة عمره من خطوات في مشوار الحياة، تظهر لنا بوضوح الحقيقة التالية: (ثمّة برنامج و تخطيط دقيق يحيط بكل موجود، و ثمّة يد مقتدرة تهديه و تعينه على السير على ضوء ما رسم له)، و هذه بحد ذاتها علامة جليّة لربوبية اللّه جلّ و علا.

و قد اختص الإنسان بهداية تشريعية إضافة للهداية التكوينية يتلقاها عن طريق الوحي و إرسال الأنبياء عليهم السلام، لتكتمل أمامه معالم الطريق من كافة جوانبه.

و توصلنا الآية (50) من سورة طه لهذا المعنى، و ذلك لمّا نقلت لنا سؤال فرعون إلى موسى عليه السّلام بقوله: فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى‌، فأجابه عليه السّلام: رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى‌ كُلَّ شَيْ‌ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى‌.

و قد فهم قول موسى عليه السّلام بشكل مجمل في زمانه، و حتى في زمان نزول الآية المباركة في صدر الدعوة الإسلامية، و لكنّ .. مع دوران عجلة الأيّام، و تقدم العلوم البشرية، توصل الإنسان إلى معارف كثيرة و منها ما يختص بمعرفة أنواع أحوال الموجودات الحيّة، فتوضح قول موسى عليه السّلام أكثر فأكثر، حتى كتبت آلاف الكتب في موضوع (التقدير) و (الهداية التكوينية)، و مع ما توصل إليه العلماء من معلومات‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست