responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 125

فينبغي على المؤمنين ألّا يتعاملوا مع اسمه الجليل كتعامل عبدة الأصنام، بأن يضعوا اسمه تعالى مع أسماء أصنامهم، و لا يفعلوا كما يفعل المجسمة، ممن وقعوا في خطأ كبير و فاحش حينما نسبوا إلى الباري جلّ جلاله الصفات الجسمية.

الْأَعْلَى‌: أي الأعلى من كلّ: أحد، تصوّر، تخيّل، قياس، ظن، وهم، و من أي شرك بشقيه الجلي و الخفي.

رَبِّكَ‌: إشارة إلى أنّه غير ذلك الرّب الذي يعتقد به عبدة الأصنام.

و بعد ذكر هاتين الصفتين (الربّ و الأعلى)، تذكر الآيات التالية خمس صفات تبيّن ربوبية اللّه العليا ..: الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى‌ فَسَوَّى‌: من (التسوية)، و هي الترتيب و التنظيم، و يضم هذا المفهوم بين جناحيه كلّ أنظمة الوجود، مثل: النظام السماوي بنجومه و كواكبه، و الأنظمة الحاكمة على المخلوقات في الأرض، و لا سيما الإنسان من حيث الروح و البدن.

أمّا ما قيل، من كونها إشارة إلى نظام اليد أو العين أو اعتدال القامة، فهذا في واقعه لا يتعدى أن يكون إلّا بيان لمصداق محدود من مصاديق هذا المفهوم الواسع.

و على أيّة حال، فنظام عالم الخليقة، بدءا من أبسط الأشياء، كبصمات الأصابع التي أشارت إليها الآية (4) من سورة القيامة بَلى‌ قادِرِينَ عَلى‌ أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ‌، و انتهاء بأكبر منظومة سماوية، كلها شواهد ناطقة على ربوبية اللّه سبحانه و تعالى، و أدلة إثبات قاطعة على وجوده عزّ و جلّ.

و بعد ذكر موضوعي الخلق و التنظيم، تنتقل بنا الآية التالية إلى حركة الموجودات نحو الكمال: وَ الَّذِي قَدَّرَ فَهَدى‌.

و المراد ب (قدّر)، هو: وضع البرامج، و تقدير مقادير الأمور اللازمة للحركة باتجاه الأهداف المرسومة التي ما خلقت الموجودات إلّا لأجلها.

و المراد ب (هدى) هنا، هي: الهداية الكونية، على شكل غرائز و سنن طبيعية

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست