responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 80

بل: إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرائِيلَ‌ فقد كانت ولادته من غير أب آية من آيات اللَّه، و تكمله في المهد آية أخرى، و كانت كل معجزة من معجزاته علامة بينة على عظمة اللَّه سبحانه، و على مقام النبوّة.

لقد كان عيسى مقرا طوال حياته بالعبودية للَّه، و دعا الجميع إلى عبوديته سبحانه، و لما كان موجودا في أمته لم يسمح لأحد بالانحراف عن مسير التوحيد، و لكن المسيحيين أوجدوا خرافة ألوهية المسيح، أو التثليث، بعده‌ [1].

و الطريف أن نقرأ في روايات عديدة وردت عن طريق الشيعة و السنة،

أنّ النبي صلى اللَّه عليه و آله و سلّم قال لعلي عليه السّلام: «إنّ فيك مثلا من عيسى، أحبّه قوم فهلكوا فيه، و أبغضه قوم فهلكوا فيه»

فقال المنافقون: أما رضي له مثلا إلّا عيسى، فنزل قوله تعالى:

وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ‌.

و ما قلناه متن رواية أوردها الحافظ أبو بكر بن مردويه- من علماء أهل السنة المعروفين- في كتاب المناقب. طبقا لنقل كشف الغمة صفحة 95.


[1]- احتملوا في تفسير الآيات أعلاه احتمالات أخرى، و كل منها لا يتناسب مع محتوى الآيات:

1- فقال البعض: إنّ المراد من المثل الذي ضربه المشركون هو أنّهم قالوا بعد ذكر المسيح و قصته في آيات القرآن: إنّ محمّدا يهي‌ء الأرضية ليدعونا إلى عبادته، و القرآن في مقام الدفاع عن النّبي صلى اللَّه عليه و آله و سلّم يقول: لم يكن المسيح مدعيا للألوهية، و سوف لن يدعيها هو أيضا.

2- و قال البعض الآخر: إنّ المراد من المثل في الآيات المذكورة هو التشبيه الذي ذكره اللَّه سبحانه في شأن المسيح في الآية (59) من سورة آل عمران، حيث يقول: إِنَّ مَثَلَ عِيسى‌ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ‌ فإذا كان عيسى قد ولد من غير أب فإن ذلك لا يثير العجب، لأنّ آدم قد ولد من غير أب و أم، بل من التراب بأمر اللَّه تعالى.

3- و احتمل بعض آخر أنّ المراد من المثل هو قول المشركين حيث كانوا يقولون: إذا كان النصارى يعبدون المسيح، فلما ذا لا تكون آلهتنا التي هي أسمى منه، لائقة للعبادة و أهلا لها؟

غير أنّ الالتفات إلى الخصوصيات التي ذكرت في هذه الآيات يوضح أن أيّا من هذه التّفسيرات الثلاثة لا يصح، لأنّ الآيات تبيّن جيدا:

أوّلا: أنّ المثل كان من ناحية المشركين.

ثانيا: كان الموضوع قد أثار ضجة و صخبا، و كان مضحكا بنظرهم.

ثالثا: كان شيئا على خلاف مقام عبودية المسيح عليه السّلام.

رابعا: أنّه كان يحقق هدف هؤلاء، و هو الجدال في أمر كان كاذبا.

و هذه الخصائص لا تتناسب إلّا مع ما قلناه في المتن فقط.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست