responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 73

طبقة واطئة، أو أنّه إشارة إلى أصل موسى حيث كان من بني إسرائيل، و كان الأقباط يرون أنهم ساداتهم و كبراؤهم.

ثمّ تشبث فرعون بذريعتين أخريين، فقال، فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ‌ [1] فلو أنّ اللَّه قد جعله رسوله فلما ذا لم يعطه أساور من ذهب، و معاونين له كباقي الرسل؟

يقولون: إنّ الفراعنة كانوا يعتقدون أنّ الرؤساء يجب أن يزينوا أنفسهم بالأساور و القلائد الذهبية، و لذلك فإنّهم يتعجبون من موسى إذ لم يكن معه مثل آلات الزينة هذه، بل كان قد لبس بدل ذلك ملابس الرعي الصوفية، و هذا هو حال المجتمع الذي يكون معيار تقييم الشخصية في نظره الذهب و الفضة و أدوات الزينة.

أمّا أنبياء اللَّه فإنّهم باطراحهم هذه المسائل- بالذات- جانبا كانوا يريدون أن يبطلوا هذه المقاييس الكاذبة، و أن يزرعوا محلها القيم الإنسانية الأصيلة- أي العلم و التقوى و الطهارة- لأنّ نظام القيم إذا لم يصلح في مجتمع فسوف لن يرى ذلك المجتمع وجه السعادة أبدا.

على أية حال، فإنّ ذريعة فرعون هذه تشبه الذريعة التي نقلت عن مشركي مكّة قبل عدّة آيات حيث كانوا يقولون: لم لم ينزل القرآن على عظيم من مكّة و الطائف؟! و الحجّة الثانية هي تلك الحجّة المعروفة التي كانت تطرحها كثير من الأمم الضالة العاصية في مواجهة الأنبياء، فكانوا يقولون أحيانا: لماذا أرسل اللَّه بشرا و ليس ملكا؟ و أحيانا أخرى: إذا كان إنسانا فلما ذا لم يأت معه ملك؟

في حين أنّ الرسل المبعوثين إلى البشر يجب أن يكونوا من جنسهم ليلمسوا حاجاتهم، و يحسوا بمشاكلهم و مسائلهم و يجيبوهم، و ليقدروا على أن يكونوا من‌


[1]- جاءت كلمة «مقترنين» هنا بمعنى المتتابعين أو المتعاضدين، و قال البعض: إنّ الاقتران هنا بمعنى التقارن.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست