responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 555

و تتلف رأس المال الاعتماد و تزلزل قواعد التعاون «الاجتماعي»! و نعرف أنّ الإسلام أولى أهمية بالغة من أجل الوحدة و الانسجام و التضامن بين أفراد المجتمع، فكلّ أمر يقوي هذه الوحدة فهو محل قبول الإسلام و تقديره، و ما يؤدّي إلى الإخلال بالأواصر الاجتماعية فهو مرفوض، و الاغتياب هو أحد عوامل الوهن و التضعيف ...

ثمّ بعد هذا كلّه فإنّ الاغتياب ينثر في القلوب بذور الحقد و العداوة و ربّما أدّى أحيانا إلى الاقتتال و سفك الدماء في بعض الأحيان.

و الخلاصة أنّنا حين نقف على أنّ الاغتياب يعدّ واحدا من كبائر الذنوب فإنّما هو لآثاره السيئة فردية كانت أم اجتماعية! و في الروايات الإسلامية تعابير مثيرة في هذا المجال نورد هنا على سبيل المثال بعضا منها!

قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلّم: «إنّ الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند اللَّه في الخطيئة من ست و ثلاثين زنية يزنيها الرجل و أربى الربى عرض الرجل المسلم» [1].

و ما ذلك إلّا لأنّ الزنا و إن كان قبيحا و سيئا، إلّا أنّ فيه جنبة حق اللَّه، و لكن الربا و ما هو أشدّ منه كإراقة ماء وجه الإنسان و ما إلى ذلك فيه جنبة حق الناس.

و

قد ورد في رواية أخرى‌ أن النّبي صلى اللَّه عليه و آله و سلّم خطب يوما بصوت عال و نادى:

«يا معشر من آمن بلسانه و لم يؤمن بقلبه! تغتابوا المسلمين و لا تتّبعوا عوراتهم فإنّه من تتّبع عورة أخيه تتّبع اللَّه عورته و من تتّبع اللَّه عورته يفضحه في جوف بيته» [2].

كما

ورد في حديث ثالث‌ أن اللَّه أوحى لموسى عليه السّلام قائلا: «من مات تائبا من‌


[1]- المحجّة البيضاء ج 5، ص 253.

[2]- المصدر السابق، ص 252.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 555
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست